خرجت قمة الكويت في جلستها الافتتاحية عن مجمل التوقعات وحملت سلسة مفاجآت ابرزها اتفاق الملك السعودي مع ما انتهت اليه قمة الدوحة قبل ايام، بان اعلن ان المبادرة العربية لن تبقى على الطاولة وان على اسرائيل ان تدرك ان الخيار بين السلام والحرب لن يبقى مفتوحا. وجاء اعلان الملك عبدالله عن تجاوز الخلافات وفتح باب الاخوة والوحدة ليفسر ما قاله بانه في اطار مسعى سعودي لاتمام مصالحة عربية عربية، ولاسيما ان اعلان قمة الدوحة تجميد العمل بالمبادرة العربية قوبل بانتقادات حادة عبر عنها في القمة من خلال بعض الكلمات منها كلمة الرئيس المصري حسني مبارك التي اكدت على المبادرة العربية.
وقد ترجم مسعى السعودية في اللقاء الذي جمع الملك السعودي بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية، مع قادة مصر والاردن وقطر وسوريا والدولة المضيفة، والذي شكل المفاجاة العملية للقمة مع انه انسجم في ما اعلنه الملك السعودي في كلمته "باسم القمة العربية، تجاوز الخلافات وفتح باب الاخوة والوحدة". مصارحة وعتاب و ان اللقاء شهد مصارحة وعتاب ولا سيما بين الرئيس المصري وامير قطر والرئيس السوري وانتهى الى اجواء ايجابية قد تعيد الوضع الى ما قبل الخلافات الحادة التي سجلت بين تلك الاطراف منذ تعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان في صيف العام الماضي وترجمت خلافات على مستوى مجمل ملفات المنطقة. لكن السؤال الاساسي الان يتعلق بما يأتي بعد لقاء المصالحة وما ستنتهي اليه من نتائج على مستوى ما ستخرج به القمة من قرارات وانعكاسها على مجمل الوضع في غزة ولاسيما لجهة المسعى المصري للتوصل الى اتفاق يثبت وقف اطلاق النار في غزة وما يطرح من ضرورة اتمام المصالحة بين حماس والسلطة. ويطرح عدم اعتراف حماس بالسلطة وتاكيد سيطرتها على غزة اشكالية من نوع اخر حول كيفية صرف اموال اعادة اعمار غزة والتي ستذهب حكما الى السلطة الوطنية الفلسطينية. ولا يستبعد بالتالي ان تاخذ المصالحة منحى عمليا بعد المصالحات العربية العربية التي تمت والتي لا يعرف ما اذا كانت ستبقى في الشكل ام انها ستنعكس على ملفات المنطقة. وتاتي قمة الكويت التى تبحث في الاساس الواقع الاقتصادي في المنطقة العربية، وسط خلافات عربية حادة ادت الى بروز محورين من خلال الخلافات التى عبر عنها علنا بعد انطلاق الحرب على غزة والاتهامات المتبادلة التى اطلقت. وكانت تلك الاتهامات قد ترجمت في انعقاد قمة الدوحة من غير اكتمال النصاب واتهام قطر كلا من مصر والسعودية بمحاولة تعطيله، في حين شنت مصر هجوما عنيفا على منتقدي دورها في الحرب. وقال الرئيس المصري في كلمته في القمة ان الحل في غزة يتم من خلال الافعال وليس المواقف.
https://telegram.me/buratha