المقالات

الائتلاف الوطني العراقي...ماذا بعد

900 02:37:00 2009-08-24

سعيد البدري

ليس خافيا على احد مدى الدور الذي لعبه الائتلاف العراقي الموحد في الدورتين السابقة والحالية من خلال رسم السياسة العامة للبلد ومساهمته الفاعلة في ايجاد التوازن على ارض الواقع حيث عملت قيادته ممثلة بالقوى الرئيسية المشاركة فية وعلى رأسها زعيمه سماحة السيد الحكيم (شفاه الله وعافاه وحفظه ملاذا للعراقيين) على لعب دور رئيسي في حفظ استقرار الشارع العراقي ومنع انزلاقه الى حرب اهلية ضروس خطط لها بأحكام من قبل البعثيين والتكفيريين كما كانت له اليد الطولى في التخطيط لاعادة السيادة الى العراقيين من خلال مسك الارض والمشاركة في حفظ ارواح المواطنين عن طريق برمجة الملف الامني واستلامة تباعا وعبر مراحل زمنية من قبل القوات الامريكية والقوات الاجنبية الاخرى ولعلنا نتذكر جيدا زيارة سماحته الى واشنطن وبعض العواصم الغربية والتي اطلق عليه بزيارة السيادة والاستقلال اوضحت بجلاء قدرات السياسي العراقي على اخذ المبادرة والانطلاق بثقة من اجل استكمال السيادة ولعب دور اساسي في رسم مجريات الاحداث دون مماحكة وتأجيل بعيدا عن انتظار ما يريده الاخرون لقد حاول الائتلاف وفي كل الاوقات بمناسبة وبغيرها ان يرسل رسائل تطمين لمحيطه العربي والاقليمي مناجل ان يستقر البلد ولا يتحول الى ساحة لتصفية الحسابات والصراعات من خلال فتح حورات مباشرة بين الاطراف المتخاصمة تارة ولعب دور الوسيط بين هذه الاطراف تارة اخرى مستفيدا من علاقته الحسنة مع كل هذه الاطراف وقد تقدم الوضع كثيرا خلال الاعوام المنصرمة عدا بعض الاطراف التي ترغب في استعداء التجربة العراقية الوليدة وهي معروفة ولا حاجة لتسميتها زز اذن هناك عشرات المنجزات التي تحسب للائتلافيين ليسع المجال لذكرها ومع كل تجربة تولد بالتاكيد بعض الاشكاليات التي يمكن ان تكون عصية الحل في مرحلة من المراحل لكن بالسعي الجاد يمكن للجميع ان يدرك ان لا مفر من ايجاد الحلول في مراحل لاحقة على مستوى التوقيت وأليات الحل ذاتها وهذا ليس عيبا او طعنا بالائتلاف بقدر ماهو اشكال واجه كل اطراف العملية السياسية في العراق الجديد لان التجربة بحد ذاتها تجربة وليدة تحتاج الى صقل وتهذيب وايجاد مساحات واسعة للحوار بين جميع المكونات التي تخندقت لسبب او لاخر في جبهات مواجهة لا يستطيع احد توحيدها انذاك لعدم اتضاح الصورة ولفقدان الثقة بين المكونات في نفس الوقت ولست هنا في طور التحليل والتعبير عن وجهة نظري بقدر ما اريد ايضاح الصورة للقارىء الكريم الذي يتذكر بوضوح تام مجريات الاحداث والزاوية الخانقة التي اريد محاصرة الائتلاف بها من اجل اسقاطه وتحجيم دوره على الاقل ...اذن انتهت تلك المرحلة وبدأت مرحلة جديدة من تأريخ العراق الحديث وبالاحرى من تأريخ الائتلاف الوطني العراقي الذي نشهد ولادته لكننا لن نستبق الاحداث ونضع تصورات نهائية عن حجم المشاركين فيه ومدى قوتهم واتفافقهم على المضي في تنفيذ برنامج الائتلاف المعلن عنه والذي اصبح واضحا للعيان اليوم اكثر من اي وقت مضى منذ دعوة سماحة السيد الحكيم الى اعادة هيكلته وتوسيعه وتطويره وهذا ماتحقق فعلا بدخول اطراف سنية من الانبار والبصرة وبعض الشخصيات الليبرالية كحزب المؤتمر الوطني بزعامة الدكتور احمد الجلبي وبعض الاحزاب الاسلامية التي تشارك لاول مرة كمنظمة العمل الاسلامي وشخصيات اخرى مستقلة بالاضافة لاطراف جديدة يتوقع دخولها بعد الاعلان الرسمي عن ولادة الائتلاف الوطني العراقي بتركيبته الجديدة وبعيدا عن حزب الدعوة الذي بدا مترددا هذه المرة مع ان كثير من قياداته مقتنعه ومتحمسه للدخول وبقوة لولا الغرور الذي اصاب البعض ودفعهم للتمسك بمطاليب اخرى اهمها مقعد رئاسة الوزراء قبل كل شيء ومع ايحاء سامي العسكري اكثر من مرة ان المسألة مرتبطة بتحفظ حزب الدعوة على بعض الاطراف المكونة للائتلاف واتهامه المستمر والمباشر للمجلس الاعلى الاسلامي في اكثر من مناسبة بالاستحواذ على الائتلاف ومحاولات السير به بعيدا عن المسار الوطني على حد تعبيره دفعت حزبه للتروي وعدم المشاركة لحين اتضاح الصمشهد وهذا حسب اعتقادي كذب صريح وتبرير غير مقبول لان المجلس الاعلى يعتبر الحليف المبدي الاول للدعوة وقد اثبت موقفة بوضوح من خلال دعمه اللامحدود للمالكي في اعقد واحلك الظروف مع ذلك فالباب لم يوصد بوجه حزب الدعوة ولازاات الفرصة سانحة امام الدعوة للعودة ولعب دور فاعل في رسم سياسة الائتلاف والمضي بمشروعه الوطني الا اذا تمسك المالكي بموقفه عند ذاك نحن واثقون ان الخسارة ستكون عظيمة لكل الاطراف بالاخص حزب الدعوة الذي سيفقد الكثير من شعبيته ويفتقد حلفائه المخلصين كما سيكتشف انه فقد قاعدته الواسعة والتي يعتقد انها لازالت معه منذ انتخابات مجالس المحافظات لان الظروف تغيرت كثيرا والثقة التي بناها المالكي كرجل دولة قد اهتزت لدى الشارع العراقي الذي انتخب لاالمالكي في تلك الفترة التي اعقبت صولة الفرسان وخطة فرض القانون ... نحن واثقون من قدرات الائتلاف مع حزب الدعوة او بدونه وما يزيد من ثقتنا هو حجم التوازن الموجود في الساحة العراقية مع ان هذا لايعطي الافضلية لطرف على حساب الاطراف الاخرى هذا ان بقيت الامور على حالها ولم تتدخل بعض الاطراف العربية والتي ينتظر ان تلعب دورا كبيرا في التأثير على ارادة الناخب العراقي من خلال التحريض على العنف ودعم بعض الاطراف وامدادها بالمال وغير ذلك من الاساليب الرخيصة التي انتهجتها في لبنان خلال الانتخابات النيابية الاخيرة وحسب ما ذكرت وسائل الاعلام الغربية التي فضحت جزءا من هذه المخططات .. ان ولادة الئتلاف ومع كل هذه التحديات يبشر بولادة عهد جديد للعمل السياسي وننتظر ان يكشف القادم من الايام حجم التأثير والتعاطف الذي سيكون كبيرا من قبل الشارع العراقي من اجل دفع الائتلاف للامساك بزمام الامور والسير بقوة نحو بناء مشروع الوطن والمواطن ومواصلة بناء المؤسسات الرصينة لان الوطن لا يمكن اختزاله مطلقا بشخص واحد ولايمكن ان يكون ضيعة لحزب واحد لان الوطن للجميع ونسعى ان يكون الائلاف كذلك للجميع كما كان دوما فمبارك للعراقيين ولادة ائتلاف الوطن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو موسى الحلي
2009-08-24
اتمنى ان يقطع هذا الاعلان الطريق على مناورات حزب الدعوة تيار المالكي وان يفكر جدياً بالانضمام للائتلاف وسواء كان محقاً في مطالبه ام مخطئاً فالشعب الذي ضحى من اجلكم طيلة السنوات الستة الماضية وطلية الانتخابات وعانى ما عاني كي تصلوا للحكم جدير بان تقدموا تنازلات من اجله وعلى الاقل في هذه المرحلة فالارهابيون المدعمون من امريكا امامكم والعرب وارهابيوهم خلفكم فاتقوا الله فينا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك