المقالات

عندما يكتب الوردي بعواطفه


 

من الطبيعي ان التاريخ يصبح مزيف بل انه صفحة التاريخ ستذكر التزييف والمزيفين ، والمعلوم ان احد اسباب التزييف هو عندما يكتب بعواطفه ، ونموذجنا لهذا الموضوع هو الدكتور المرحوم علي الوردي ، طبعا اغلب كتبه فيها حكايات شعبية سمع عنها ولم يراها بعينه لكن المؤسف عندما يعقب عليها .

وانا اتصفح طبيعة المجتمع العراقي لفت انتباهي هذا النص حيث يذكر الوردي ان جمال باشا الوالي العثماني على بغداد وقبلها دمشق كان غير مرغوب لدى العراقيين مستشهدا بعبارة وردت في كتاب العراق بين احتلالين للعزاوي هذا نصها " " اشتهر بالمخازي ويرقص الدانص مع مدامة مدير البانق العثماني" ج/8 ص/225 وبسبب هذه العبارة قال الوردي اصبح اي جمال باشا موضوع الذم والتقبيح في نظر الاهالي بسبب افعاله هذه اي انه يرقص الدانص .

اولا نص العبارة جاءت ضمن مجموعة السيد محمود حموشي عن جمال باشا والي بغداد ودمشق سابقا انه قائلا انه " اشتهر بالمخازي ويرقص الدانص مع مدامة مدير البانق العثماني ـ اي زوجة مدير البنك العثماني وهو انكليزي ـ يعني عبارة لكاتب وليس للاهالي ولم يذكر ماجاء بعدها في مصدره العراق بين احتلالين حيث ذكر انه اي جمال باشا " وعرف بين العرب ـ اي جمال باشا ـ بالسفاح بسبب قتل الكثيرين في الشام" نفس المصدر .

اما الوردي يعقب على ذلك حسب مزاجه وعقدته من رجال الدين بالقول

عن هذا الذم والتقبيح لجمال باشا سببه " يبدو ان الاهالي كانوا يريدون الوالي ان يكون كاسلافه من العثمانيين يطيل لحيته ويتهجد بالادعية ويقيم الصلاة في المساجد ويخالط رجال الدين وهم لا يبالون ان يفعل بهم ما يشاء ( طبيعة المجتمع العراقي ص /159 ) .

لا اعلم هل هذه الصفات ذميمة وعليها شائبة وان كان لا يتصف بها جمال باشا فان هذا الرجل الجزار كتب عنه امين سعيد في مذكراته وهو شاهد عيان على ما قام به جمال باشا في دمشق ذكر سعيد في الجزء الاول من مذكراته

كان في دمشق واليا اسمه خلوصي بك حينما وصل جمال باشا الى دمشق وحاول خلوصي بك ان ينصحه بان البلاد هادئة والعرب يتعاونون معنا وما الى ذلك من كلام الا انه وجد اذان غير صاغية فقرر الاستقالة اي خلوصي بك يقول امين سعيد سمعت عن عبد الرحمن شهبندر صديق خلوصي عندما خرج معه لتوديعه وساله عن سبب الاستقالة فقال له ان هواء دمشق ماعاد يلائم صحتي وايضا لا يلائم صحتك ،

يقول الدكتور فهمت ما يقصد فكتبت مقالا في جريدي كله مديح وثناء لجمال باشا وقصدت منزل احد اصدقائي فبت عنده وفي اليوم الثاني خرجت متسترا مع قافلة الى البصرة

يقول سعيد ان جمال باشا اعدم اشخاصا ابرياء لا علاقة لهم بالسياسة ومعاداة العثمانية وهم عبد الحميد الزهراوي عضو مجلس الشيوخ العثماني انذاك وعبد الوهاب الانكليزي مفتش اداري، وشكري العسلي ورشيد الشمعة ولم يكتفوا باعدامهم بل نفوا عوائلهم الى ولايات الاناضول ، وهذه وجبة من وجبات اعدمهم ابرياء مذكرات امين سعيد ج/1ص/77

فهل هذه الصفات افضل من المتهجد والمصلي في المساجد ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك