الدكتور علي زناد كلش البيضاني ||
من أهم قوانين العقل الباطن هو قانون ( التوقع ) الذي ينص على " إن كل ما تتوقعه بثقة تامة سيحدث في حياتك فعلاً " فعندما تتوقع أنك ستنجح في امتحان ما رابطاً ذلك بمشاعر الفرح بعد تحقق النجاح فإن عقلك الباطن سيقوم برسم الخطوات التي يعمل عليها وعيك لتحقيق ذلك عندها ستتمكن من الحفظ السريع وانجاز القدر المطلوب منك لتشعر بالراحة وتمتلك مقومات النجاح . إذ إن أي شيء نتوقعه ويسيطر على تفكيرنا ونضع معه الاحاسيس والشعور اللازم فأننا نحصل عليه بالتأكيد ، وقد اكتشف العلماء ان العقل كالمغناطيس يجذب أليه كل ما يفكر فيه فإذا فكر الانسان بالفشل فأنه حتماً لن ينجح وسوف يجذب إليه عقله كل الصعوبات والعوائق التي تحيل بينه وبين النجاح وقديماً كان المبدأ السائد هو انه ( سوف تؤمن به عندما تراه ) أي ان ما يراه الانسان فهو بالتأكيد يؤمن به ويصدقه ولكن العلم الحديث اكتشف ان المبدأ والقانون الصحيح والجديد هو : ( سوف تراه عندما تؤمن به ) أي انه أي انسان يريد ان يرى أي شيء ويعيشه فعليه اولاً ان يؤمن به وبوجوده ، وهذا ما أكد عليه العالم ( برايان تريسي ) في كتابه علم نفس النجاح ص5 بقوله " إن الناس إذا توقعوا غلاء الأسعار فإن توقعهم يصنع الغلاء وهذا شيء اثبتته الأبحاث " ، والدراسات تشير إلى إن الغرب هم أول من عرف هذا القانون وأظهره إلى العلن وهذا ما ذُكر في كتاب ( سحر العقل ) الذي نشر عام 2006 للكاتبة ( مارتا هيات ) وهي معالجة نفسية كتبت فيه عن قدرات العقل الباطن واهميه التوقع الايجابي ، لكن بتصفح تراث الأئمة الأطهار والوقوف على كنوز آثارهم الكلامية نجد إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قد بيّن ذلك التوقع قبل الغرب بأكثر من عشرة قرون ، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال قول الإمام علي (ع) " كل متوقع آت.. فتوقع ما تتمنى " فقانون التوقع هو اكتشاف علوي وليس غربي كما يتصوره أغلب المختصين في علم البرمجة اللغوية العصبية ، فالإمام (ع) وضع قاعدة وهي إن كل ما تتوقعه داخل تصوراتك الذهنية سينعكس حضوراً وسلوكاً عليك ، وهناك إشارة لطيفة من الإمام (ع) في كلامه هذا " فتوقع ما تتمنى " إذ يقول لنا الإمام (ع) بما إن المُتوقع يقع فالأجدر توقع الأفضل الإيجابي لا السلبي وهذا نابع من النفس الكبيرة للإمام (ع) التي تتسم بنظرة إيجابية لعموم الناس وتريد لهم الخير كله ، والإمام علي (ع) لم يقصر كلامه على شيء كأن يقول فتوقع الربح ، الفوز ، الغنى ، العلم ، النجاح وإنما تركها عائمة لعلمه باختلاف أمزجة وقناعات الناس وتعدد أذواقهم لكنه (ع) ربطها بكلمة ( التمني ) في إشارة إلى إن الإنسان من الطبيعي قد جُبل على تمني الخير لنفسه لا إيذاءها ، وعليه بما إن ما نتوقعه توقعاً أكيداً يصبح حقيقتنا ، فمن المهم بل الضروري أن نتوقع من انفسنا شيئاً ممتازا.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha