المقالات

الى زعماء الاطار الشيعي


جمعة العطواني ||

 

مركز افق للدراسات والتحليل السياسي

 

نحن نتابع واياكم حجم التحديات التي تواجه حكومة السيد السوداني، وانتم اخذتم على عاتقكم نجاحها حتى وصفتموها انها ( حكومة الاطار) وهي مسوؤلية كبيرة وتحد اكبر.

كما نعلم ان هناك اطرافا ثلاثة تتنافس في الساحة العراقية هي الاطار ومن معه، والمعارضة التي تتربص بالحكومة واطارها، وطرف ثالث يتحرك في مساحة غير المساحة الحكومية .

الطرفان الاول والثاني طرفان طبيعيان يتحركان ضمن المنافسة السياسية، وخلافهما يمثل نضجا في التجربة الديموقراطية، وبخاصة في مرحلة حكومة السيد السوداني، حيث الهدوء والاستقرار من جهة والنقد والتقييم الموضوعي والهادف من جهة اخرى، وربما يمكن القول انها امارة على الاستقرار السياسي والقناعة الاجتماعية باداء الحكومة ( لحد الان ).

لكن الاخطر في الموضوع والذي يهدد البنية الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي هو(لائحة هياة الاتصال والاعلام) التي تشرع الهياة في كتابتها هذه الايام .

الخدمات والبنى التحتية وتشريع القوانين التي تلامس حياة الناس، والامن والاستقرار الاقتصادي كلها اولويات مهمة واساسية في الممارسة السياسية، لكن كلها لا توازي خطر تهديد دين المجمتع وقيمه واعرافه وتقاليده التي تمثل بمجموعها ( هوية ) هذا المجتمع.

نعم التلاعب بهوية المجتمع اهم من كل المنجزات والخدمات والامن الذي توفره الدولة لماذا؟.

لان الخدمات والامن والاقتصاد اذا لم يتوفر اليوم لاسباب مختلفة قد يتوفر غدا او بعد غد، وقد مر الشعب العراقي بتجارب وتجاوزها، لكن عندما تُسرَق ثقافته وتصادرهويته، وتستورد ثقافة غربية اجنبية على مجتمعنا، وتتحول الى هوية جديدة، عندها لا تنفع الخدمات ولا حتى الامن ولا فرص العمل للمجتمع، فيصبح المجتمع مصداقا لقول امير المؤمنين عليه السلام( بهيمة همها علفها او مرسلة شغلها تقممها تكترش من اعلافها وتلهو عما يراد بها).

علمنا من مصادرنا ان ممثلة الامم المتحدة والسفيرة الامريكية تتحركان بخبث ودهاء للضغط على هياة الاتصال والاعلام، وعلى القضاء العراقي من  اجل ان تكون حرية الاعلام والنشر ( منفلتة) اكثر مما هي عليه في المجتمعات الغربية التي لا تؤمن بالاسرة وخصوصيتها بقدر ايمانها بالفرد وحريته المنفلتة بلا قيود.

تصوروا ان السفيرة الامريكية وبلا سخارت وممثلة منظمات المتجع المدني وغيرهن يضغطون على هياة الاتصال الى حد عدم ذكر( المثلية الجنسية) في لائحة الهياة التي تضبط من خلالها قواعد النشر والتعبير.

ايها السادة زعماء الاطار.

ان لائحة هياة الاتصال والاعلام ليست لائحة لتنظيم النشر في الاعلام فحسب، بل هي تدخل ضمن الصراع الفكري والثقافي لبناء هوية المجتمع، وهذا الصراع بين ثقافتين، ثقافة ( الانحلال والانحطاط القيمي) الذي تريد تاسيسة امريكا ومنظمات دولية بشعارات براقة  خادعة، تستهوي المراهقين واصحاب المحتوى الهابط من اشباه الاميين، واطراف اخرى تنتمي الى هذه الثقافة، وبين ثقافة الاسلام والقيم الاجتماعية والاعراف العشائرية الشرقية التي تمثل (أُس) بنية المجتمع وترسيخ هويته التي لا ينفك عنها.

ان هياة الاتصال والاعلام تتحرج بذكر (المثلية الجنسية) من ضمن الممنوعات في الترويج لها اعلاميا، فعليكم ان تتصوروا حجم الصراع الثقافي التي نعيشه مع الاخر الاجنبي عن ديننا وثقافتنا ؟.

ان الاحنلال العسكري الامريكي انتهى ببركة دماء شبابنا الملتزم بدينه( وليس ببركة اصحاب المحتوى الهابط ومن يقودهم)، وببركة فتاوى مراجعنا العظام، والجهد السياسي الموازي لتلك التضحيات، لكن علينا ان نتاكد ان ما يحصل من معركة ثقافية هي معركة وجودية للمجتمع وقيمه، وهي اخطر بكثير من الاحتلال العسكري.

ان نتائج الصراع تتجلى في هذه اللائحة التي ستصدر قريبا، وهي لائحة تصدر في زمن انتم فيه قادة الدولة والحكومة، ولان القضية ليست تنافس سياسي او حكومي فاننا على يقين بان خصومكم في العملية السياسية سيكونون الى جانبكم في هذه القضية لانها قضية ثوابت وكرامة.

هذه الرسالة لتنبيه الغافلين، وتذكير المتناسين، وتشجيع الحريصين منكم على دينهم وتاريخهم.

امريكا وممثلة الامم المتحدة تضغط بقوة فماذا انتم فاعلون؟

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك