علاء طه الكعبي ||
الصاحب هو المرافق أو المعاشر، وجمعُها، صحابة أو صُحب، وعلى هذا المعنى كل من رافق رسول الله أو عاشره فهو صاحب، وهذا لا يعني أن الرفقة أو المعاشرة تعني العصمة، فكل نفس بما كسبت رهينة لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.
من اتهم ثلة من الصحابة بأنهم عصابة هي روايات وردت في المصادر التاريخية (السنية) كما في الصحاح الستة وباقي الكتب.
كتب التاريخ الاسلامي (السنية والشيعية) تذكر ان ثلة من الصحابة، تآمروا، تقاتلوا، قتلوا الاطفال وانتهكوا النساء، احرقوا بيوت النبي (ص)، نهبوا وسلبوا ،،الخ، بل فعلوا ما لا يرتقي وصف العصابة الى فعله، ولم يبتدع الملا باسم شيئا من عنده.
فبدلا من التراشق والتشاتم، يتوجب على علماء الطرفين فتح صفحة التاريخ وتنقيتها وتسمية الامور بمسمياتها دون محاباة.
الشيعة يتقربون الى الله عز وجل بتقديس واحترام قسم كبير من الصحابة، لمواقفهم النيرة، وليس لكونهم (صحابة)، اذ ان صحبة الرسول (ص) ليست عاصمة من الخطأ، كما ورد عنه (ص)، من يقدس (جميع الصحابة) فقط لكونهم (صحابة) بصرف النظر عن سيرتهم وتصرفاتهم، واذا كان كل الصحابة معصومين على حد قول أهل السنة ، عليه ان لا ينتقد اي فعل يصدر من اتباع رجال الدين اليوم، فقط لأنهم رجال دين، وأيضا عليه أن لا يبرر لمعاوية ومراون والحجاج بقتلهم لاصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، في المعارك التي دارت في صفين والجمل والنهروان.
عدنان الطائي مقدم برنامج في قناة ULV عراق، والمملوكة إلى سرمد الخنجر قريب خميس الخنجر، ويكفي أن نعرف سياسة وتوجه القناة، المهاجمة دائما لكل قادة الشيعة وسياسيها ورجال الدين، ونرى هجوما من هذا الشخص على باسم واتهامه له بأن محتواه سئ، ويجب اعتقاله، هو بهذا الفعل ليس حبا بالصحابة بل هو قميص عثمان الذي ادعى قاتليه، دفاعهم عنه بغضا بعلي.
قسم كبير، ممن يدافعون عن عدنان الطائي ليس حبا به، بل بغضا بباسم لانهم يرون ما يرتبط بالشيعة، يرتبط بأحزاب الاسلام السياسي الذي يرفضونه، من ثأروا لمشاعر (المكون السني) واعتبروا قصيدة باسم تسيىء لرموزهم، ادخل لصفحاتهم ستجدها مليئة بالاساءة لمن يعتبرهم (المكون الاخر) رموزا له، بحجة مواقفهم، فما فرق هذا عن ذاك؟!.
الوضع العام يتجه نحو (تسييس) اي خلاف في الساحة حتى وان كان خلافا تاريخيا او عقديا او دينيا او اجتماعيا، الغاية والهدف فيه واضحا جليا، وهو دعوة لتأجيج طائفي آخر، هي دعوة لبث الفرقة والتناحر بين أبناء البلد الواحد.