محمد شرف الدين ||
وَ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَ لَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٢)
الإشارات :
- هناك قاعدة فقهية تُسمی قاعدة «نفي العسر والحَرَج»، وهذه الآية هي الأساس الذي قامت عليه هذه القاعدة. أي أنه حينما يتسبب تكليف من التكاليف في مشقة لا يمكن تحملها فإن هذا التكليف يسقط.
التعاليم :
١- علی الرغم من أن السبق والمُسارعة في أعمال الخير لهما قيمة كبيرة فإن الإفراط فيهما لا يستحب، «إِلاَّ وُسْعَهَا»
٢- لا يتساوی تكليف الناس جميعًا، فكل إنسان مُكلّف علی حسب مقدراته الجسمانية والفكرية والمالية، والله سبحانه لا يُطالب الفقير بما كلّف به الغني، «لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا»
٣- ليس لأي إنسان في الرؤية الإلهية أن يكون أسيرًا لعقدة الاحتقار والشعور بالمهانة، لأنه لا يُكلف بما يفوق قدرته، «إِلاَّ وُسْعَهَا»، (نعم، لكل إنسان قدرة وواجب، فيجب عليه إذن أن يهدأ ويطمئن)
٤- يتصف نظام الخلق بالدقة والترتيب، «وَلَدَيْنَا كِتَابٌ»
٥- ذُكرت مجموعة من شروط الإدارة في هذه الآية، ومن بينها ما يلي:
أ– التعرف علی قدرة الأفراد وتكليفهم علی حسب قدراتهم، «وُسْعَهَا»
ب– المراقبة الدقيقة لعملهم وواجباتهم، «كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ»
ج– العدالة في العقاب والثواب، «وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ»
https://telegram.me/buratha