د. حسين القاصد ||
لو كنا متقدمين فعلاً فالتعليم الإلكتروني هو الأرقى، فالطالب متاحة له كل وسائل الراحة، بين أن يحضر الدرس بملابسه البيتية أو حتى بملابس النوم ويدخن ويشرب الشاي و.. و.. ، فأغلب الأساتذة لايكترثون لصورة وهيأة الطالب بقدر اهتمامهم بالمعلومة غير المستقاة من الأنترنت أو من الكتب.
التعليم الإلكتروني، لاسيما في العلوم الانسانية غير المحتاجة إلى مختبرات وتطبيقات حضورية، من وجهة نظري، يمثل أعلى مراتب التعليم.
لكن، في بلد كالعراق، يحتاج الدرس الأكاديمي فيه لشخصية استاذ المادة يعد تعليما معاقاً، ولعل العوق يكمن في تفريط الأساتذة بشخصيتهم الرسمية، واستهتار بعض الطلبة الذين يكتفون بتسجيل دخولهم ثم الغياب التام وتبقى أسماؤهم داخلة ضمن المحاضرة حتى بعد نهايتها، وهذا اكتشفناه وتم تسجيل الذين يمارسون هذا الاحتيال.
وكي لا نظلم الطلبة، فبعض الأساتذة استسهلوا الخراب وأخذوا يمارسون ما يخجل منه الطلبة.
أنا شخصياً، في موعد المحاضرة، ارتدي ملابسي الرسمية كأني في محاضرة حضورية، وذلك احتراما لنفسي في لحظة تعليم وليس في لحظة جلسة في مقهى؛ وهنا لا أتحدث عن الطلبة وما يرتدون، فذلك شأنهم، لكني بصدد واقع الحال، وواقع الحال يقول ان التعليم الإلكتروني مستمر، لذلك يجب الحزم في الفصل بالغياب وترقين القيد مادام الطالب في بيته؛ ويجب على الاستاذ مواكبة الأحداث واللجوء لامتحان ( الكتاب المفتوح) ويضع أسئلته وفق هذا المعيار كي يمنع استسهال النجاح.
فالأساس هو التعليم وإيصال المعلومة وليس محاكمة الطالب على درجة قد يحصل عليها بالاستعانة بالإنترنت أو الاستعانة بصديق.
التعليم الإلكتروني بلا مراقب في قاعة الدرس وهو اختبار للأستاذ كي ينجح بتعليم طلبة متاح لهم كل شيء لكن أسئلته الذكية وتعليمه الرصين لهم، يمنعهم من الغش. وذلك أضعف الإخلاص.
https://telegram.me/buratha