المقالات

سرى السومرية..!

1379 2020-09-28

 

سرى العبيدي||

 

حين أجلس أمام جهاز الحاسوب الذي أعمل عليه لأكتب ما يعن لي يوميا ، لا أجد مناصا من الأعتراف بقوة المكان الذي أنا منتم اليه، وبسطوة الزمان الذي أنا وإياكم وجدنا أنفسنا فيه بلا أرادة لنا..!

أنا في بغداد، أكبر مدينة عراقية وربما عربية، في السنة العشرين من الألفية الثالثة بعد الميلاد..

على مسافة قريبة من المكان الذي أجلس فيه يوجد موقع "عكركوف" الأثري، الذي يشهد على وجود الإنسان، آلاف السنين قبل الميلاد، في ذات البقعة التي أجلس فيها، والتي لا يمكن أن أعرف كم عدد الذين جلسوا فيها، و فعلوا ما فعلوا، قبل أن ينتهوا إلى التواري خلف ما يزيد عن 21 ألف سنة قبل الميلاد، والتي هي أقدم حقبة معروفة من تاريخ وجود الإنسان في العراق. إنني بقوة المكان والزمان.

 أجلس الآن ورأنا ارث، بمعية ما يقارب 40 عراقي وعراقية، لهذا العمق التاريخي و الحضاري والثقافي الضارب في منابع التاريخ...

ينبئني التاريخ أن مكاني كان موطنا لأقدم المجموعات البشرية التي عمرت في القديم بلاد مابين النهرين.

وتقول الحفريات أن أدوات الإنسان، في العصور القديمة، وتقويمه الزمني، وعقائده الدينية، وطقوس دفن الأموات، متطابقة مع ما هو سائد اليوم !

 ثم انضافت على مر العصور، مجموعات بشرية من كل بقاع العالم، وانصهرت فيما بينها لتعطي الشعب الذي أنتمي إليه. لكن للأسف الشديد، فتاريخ شعبي لم يتم تلقيني إياه في المدرسة، ولا في الجامعة، و لا عبر وسائل الإعلام، على هذا النحو.

 كل ما قيل لي هو أن العراق بلد "عربي"، و لم يبدأ تاريخه إلا مع رجل جاء من شبه جزيرة العرب، إسمه سعد بن أبي وقاص.

أما الذين كانوا هنا قبل هذا التاريخ، فهم ببساطة فص ملح وذاب في بحر الفتوحات الأسلامية العربية..لكن الحقيقة ليست هكذا قط، فالعراقيين هم هم منذ الأزل، و(شكو ماكو) و(ﭼا) و(صماخ) و(هاون) و(جاون) و(فالة) و(مشحوف) و(بلم) و(كضني) و(طركاعة) و(مسـﮔوف) و(بوري) و(بارية) و(صريفة) وأكثر من خمسة عشر ألف كلمة متداولة في العامية العراقية،هي كلمات سومرية مازالت مستعملة لغاية اليوم خصوصا في جنوب العراق...

كل الذين يعيشون في جنوب العراق هم سومريون بالفطرة وإن لم يكونوا من أعراق سومرية!

أنا سرى العبيدي.. سومرية بالتأكيد...!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك