المقالات

تطاول الصعاليك 


محمد مكي آل عيسى||   بطبيعتنا البشرية عندما يقوم أحدنا بعملٍ ويراه مميزاً فريداً .  .  فأنه يفخر به , ويعطيه الآخرون الحق بذلك بالخصوص إذا كان فعله نافعاً يعُمّ بخيره الآخرين. ومن الطبيعي عندما يُعجب المرء بفعله فإنه يسعى ليقارنه بأفعال الآخرين ليبين أنه الأفضل بين أقرانه وأن فعله يعلو أفعال الآخرين. وصاحب العقل والتمييز إذا أراد أن يقارن نفسه وفعله , قارنها بمن هو دونها لئلاً يحرم نفسه نشوة الغلبة والتميّز والتفوّق أو قارنها بمن هو من مستواها ليكون منصفاً. أما أن يقارن نفسه بمن يسبقه بكثير فهو أمر تأباه نفسه لأنه لا يظهرها إلّا بالمستوى الأخس الأدنى. فالطالب يقارن نفسه بأقرانه الطلبة ولا يجرؤ أن يقارن نفسه بأساتذته والموظف بأقرانه الموظفين وإذا ما قارن نفسه بما فوقه من المدراء والوزراء فإنه سيفشل بإظهار تميّزه عليهم بالتأكيد وهكذا .   وقد ظهر خلال اليومين الماضيين من حاول أن يقارن ثورته بثورة الحسين ع . . أَعلمُ أنها أضحوكة لا تستحق الرد  . . لكن هذا ماحدث .  ويلكم . . لقد نهضت البشرية بعشرات الثورات بمختلف التوجّهات ضحّى فيها الآلاف من المناضلين . . لكن لم يجرؤ أحد منهم أن يضع نفسه صفاً بصفٍ مع الحسين ع ونهضته فضلاً عن أن يدعي أن ثورته هي الأفضل . ويلكم غبار نعل الحسين ع يشرّفكم . .  تقارنون أنفسكم بالحسين ع ونهضته ؟؟ عجيب أمركم !! هل أحطتم بعلمه ؟؟ أم عملتم بزهده ؟؟ أم ضاهى كرمكم كرمه ؟؟ ألكم نسب كنسبه ؟؟ أم نزل فيكم نص الكتاب كما نزل فيه وأسرته ؟؟ أم قال لكم رسول الله ص انتم مني وأنا منكم كما قال حسين مني وأنا من حسين ؟؟ أم أنكم كنتم على الحق الخالص كما كان ؟؟ أم يقينكم وإيمانكم كإيمان الحسين ع ويقينه ؟؟ على الله تفترون ؟؟ وعلى أوليائه تتطاولون ؟؟ بساذج الرأي يقيسون . . يعتبرون أن ثورتهم أفضل من ثورة الحسين ع لأنهم ضحوا بألف والحسين ضحى بسبعين . . أف لكم ولما تحكمون يظنون أن الله يقيس بمقاييسهم العبثية وأن الأمر بالعدد . . يال سذاجتكم  إعلموا أن عدد ضحايا الثورة الفرنسية يقدره البعض بأربعين الفاً . . وليس للثورة الفرنسية شأن كشأن ثورة الحسين ع واعلموا أن في الثورة الصينية اُعتقل وسُجِنَ الملايين ومات مئات الآلاف . . فهل لها ذكر كذكر ثورة الحسين ع ؟ وفي الثورة الكوبية تشير التقديرات إلى إعدام نحو خمسة عشر ألف الى سبعة عشر ألف شخص في تلك الفترة . . فهل ضاهت ثورة الحسين ع إعلموا أن الله ينظر للنوع لا للعدد كما تنظرون . . إن الله ينظر للنوايا لا إلى المظاهر كما تظنون  قيسوا أنفسكم بمن يظهر لكم شأن يذكر عندما تقيسون  لقد حكمتم على أنفسكم وعلى ثورتكم بالفناء عندما نطحتم بقرونكم جبلاً أشمّاً وتطاولتم تطاول الصعاليك الذين أرادوا أن يرفعوا أنفسهم فأوردوها حضيض الدنيا ونار الآخرة . . وبس الورد المورود
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك