علاء الطائي||
· العراق: شراكة مدنية مع الولايات المتحدة اساسها السيادة العراقية المطلقة
لاننا بعيدين عن الاميركان في شانهم الداخلي، قليلا ما ندرك بان رئاسة ترامب الذي من المرجح سيفارق وحزبه البيت الابيض قريباً ، كانت رئاسة "الجمهوريين " ،ولازالت أكثر تدخلاً وسوداوية في شؤون العالم الخارجي. اما الديموقراطيين فالمعتاد لديهم هو النظر الى الداخل واعطاء العالم الخارجي ظهر الرئيس.
كلنا نتذكر ولاية الرئيس الامريكي السابق بيل كلنتون؟
بطبيعة الحال هناك اجندة امريكية وهناك خطوط عامة لا يمكن للحزبين تخطيها لانها من صلب المصالح والسيادة والامن الامريكي، ولكن .. كل رئيس امريكي ديموقراطي لا يحبذ التدخل في شؤون البلاد والعباد، لذلك سقت فترة زعامة كلنتون مثالا على ذلك.
وكلنا نتذكر فترة، الحصار الاقتصادي الجائر الذي فرض على العراق من قبل الامم المتحدة، وخلالها ايضا، تعرض العراق الى عدد من الهجمات العسكرية "التأديبية" التي لم تستمر لاكثر من بضعة ايام . وبالرغم من ان قرار اسقاط النظام البعثي في العراق تم اتخاذه في فترة حكم رئيس ديموقراطي، الا ان المحللين السياسيين في تلك الفترة كانوا يعلمون بان الرئاسة الديموقراطية في الولايات المتحدة لن تقدم جديا على السير نحو العراق بجيش لاسقاط النظام.
المرجح نحن على ابواب فترة رئاسية امريكية ديموقراطية جديدة، تترتب عليها امور كثيرة، من تعقيدات الانسحاب من العراق ، إلى السمات السيكولوجية لانتقال المسؤولية الأمنية، وغيرها، ان ما يعنينا من تلك الرئاسة.. هو طبيعة الإنسحاب
ومطلب الكاظمي، بالتركيز على "العلاقات المدنية" بدلاً من التركيز على القضايا الأمنية والعسكرية وحدها.
نعم سيواجه عدة تحذيرات من الجانب الامريكي..
ومنها الكيفيه الذي تواجه الإنسحاب.. و مدى إستعداد سيطرة القوات العراقيه.. وأعتقد سيجد ركاماً من الإملاءات والتوصيات الثقيله
ولكن العراق اليوم يريد إبعاد الأقدام الامريكية بسرعة وسحب قواتها الى خارج ، وجعلها أقلّ تدخلاً في حياة العراقيين.
ومن المفيد الاهتمام على المشاركة المدنيه.. وعدم التركيز على الروابط العسكرية. ربما ورقة الضغط الشعبيه والقرار البرلماني بالتصويت على خروج القوات الأجنبية، أزاح عن كاهل الكاظمي الكثير من الحرج.. كما أن داعش قد إنتهت. ثم أن الأميركان قد أرهقوا من مواجهة الداخل العراقي.. حتى أن التغطيات الإعلامية والصحفية في الولايات المتحدة لم تعد تولي إهتماماً كبيراً.
وعليه من إعادة النظر الى الولايات المتحدة بالنسبة للعراق من خلال قضايا الأمن والجيش فقط، ولابأس من استثمارها تجاريا وعلميا وعلى بعض الاصعدة المدنية الاخرى.
العراق بحاجة الى الخبرات العلمية المتطورة لاعادة البنية البشرية التحتية.. لتمده بالخبرة والمشورة العلمية والعملية معا، في اطار المصالح المشتركه والمتبادلة بين دولتين ذات سيادة وطنية مطلقة.
ولهذا فإن مسألة سحب القوات يجب أن تُدرس بشكل هادئ، وأن طبيعة الحضور الأميركي في العراق يجب أن تتغير بشكل جوهري.
العراقيون اصبحوا اكثر ادراكا بحجم المؤامرة التي حيكت لهم من قبل العديد من الأطراف ، وبالتالي فان الفخ الذي ارادوه للعراق بات مكشوفا اليوم ومن الصعب جر العراقيين الى مستنقع طائفي او ما يمكن ان نطلق عليه اسم الحرب الاهلية.
وبات العراقيون تواقون لخروج الاجنبي من أرضه.
ليس هناك شعب واحد على وجه الكرة الارضية يريد قوة اجنبية على ارضه بصفة مستديمة مهما كانت الحاجة ماسة للوجود الاجنبي، والعراق لا يختلف عن سائر العالم في هذه الجزئية.
وأصبحت العملية السياسية في العراق اكثر وضوحا وسلاسة من الماضي، كما وان العراق على ابواب انتخابات لممارسة ديموقراطيته التي دفع من اجلها انهار من الدماء
ان انتهاء دور الامريكان العسكري في العراق لن يعني إنهاء خيارات العراق وعلاقات التعاون وتبادل المصالح المشتركة بينه وبين الدول الكبرى . وبالتالي، يبقى العراق بلد ديموقراطي من اهدافه الرئيسية علاقات حسن الجوار مع جيرانه ومع المنظومه الدوليه.
https://telegram.me/buratha