ذهب الرجل الفقير الذي اشتد عليه الحال وضنك العيش ليبحث عن من يقرضه المال ليلبي حاجات عياله ولقمة عيشهم فلم يجد من يساعده ويقف معه . بعد إن إشتدت الشدة وضاقت عليه الدنيا جاءه صديقه لينصحه بالذهاب الى ( حجي عبد المطيع ) الذي يتعامل بالربا ويقرض الناس بالدين مقابل فائدة مالية . تردد الرجل وقال لكنني سمعت ان ذلك حرام وفيه معصية لله فرد عليه صديقه لكنك مضطر وهكذا يفعل اكثر الناس ويتعاملون بالربا و (حالك حال أمة محمد !!).. ذهب الرجل الى المرابي (حجي عبد المطيع) ليستدين منه فأستقبله عبد المطيع بترحيب المؤمنين المتقين بمكتبه المجاور للمسجد وهو يشكوا ما يحس به من معاناة نفسية وقهر وتأنيب المشاعر وهو يستقبل الفقراء ليقرضهم المال فهو يعمل كل ذلك (لوجه الله تعالى) ثم بدأ يشرح له كم يأخذ فائدة على كل دينار وبينما هما يتجادلان حول سعر الفائدة المرتفع وصاحبنا الفقير يتوسل اليه ويرجوه ان يقلل منه لكن عبد المطيع يرفض ان يطيع واستمر الجدال حتى رفع اذان صلاة الجمعة فقال المرابي للمستدين لنترك النقاش لما بعد الصلاة فهي واجبة وركن من اركان الدين وهيا بنا للصلاة . جلسا معا جنبا الى جنب وشاءت الأقداران تكون خطبة الجمعة تتناول موضوع الربا بإعتباره من الكبائر فقال الخطيب . يا عباد الله أحذركم من التعامل بالربا واعوذ بالله من الربا فأن مصير المرابى انه سيحرق في الدرك الأسفل من نار جهنم . التفت الفقير الى المرابي فرآه يبكي وهو يسمع ما يقول الخطيب الذي تعالى صوته وقال . ايها الناس هل تعلمون ان الله تعالى قال في كتابه الكريم .. (َمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) . ارتفع صوت المرابي بالبكاء وقد ابتدأ الفرح يتسرب الى قلب صاحبنا الفقير مستبشرا خيرا ان المرابي سيخفض من سعر الفائدة او يعفوه منها .. ثم اكمل الخطيب خطبته فقال .. لقد بشر الله المرابي بحرب منه وقال ( وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) بل إن رسول الله (ص) قال بما معناه ان درهم الربا يعادل اربعين زنية .. . اجهش المرابي الحاج عبد المعطي بالنحيب وهو يضرب على رأسه والغبطة والفرح تأخذ في قلب الفقير واستبشر خيرا وهو يقول في نفسه الحمد لله والشكر لله . بعد الصلاة سار الرجلان معا الى مكتب المرابي وبينما هما في الطريق التفت المرابي للمستدين الفقير وقال له والآن يا أخي وقد سمعت باذنيك ما قاله الخطيب وكم سأتعذب يوم القيامة بسببك فأرجوك ان لا تجادلني في سعر الفائدة الذي قررت ان ازيده ليتناسب مع العذاب الذي ينتظرني . لا اعرف لماذا هذه الحكاية تذكرني بساسسة العراق ونوابه والمسؤولين فيه .. ؟؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha