جعفر الدراجي ||
صدى هذا السؤال ليس غريباً على مسامع اغلب المؤمنين فقد صدح به خير من بقي لنا سنداً ونوراً
نستضيء ونستلهم منه فكراً وعقيدةً ومنهجاً سماحة السيد هاشم الحيدري مذكراً جميع المؤمنين بتلك الدماء
الزكية فقد مضت اشهرا عديدة والى الان لم نشهد القصاص العادل وهذا من منطلق اسلامي وليس سياسي
بقوله تعالى ( ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب).
لو اتينا للمعادلة الايمانية، لقد حقق قادة النصر غاية امالهم وامانيهم الشخصية فالشهادة لم تكن مشروع امة بالنسبة لهم وانما هي مشروعهم الشخصي وللامة العزة والكرامة والخير والقوة والنعيم في الدنيا والاخرة
هكذا كانت غاية امالهم الشخصية والاجتماعية
فعندما يمتد عمر الانسان ويرى الشيب قد ملئ لحيته حينها يصبح خائفا من ان يموت مريضا او على الفراش وهم القائلين (من لم يرزق صبح الشهادة سيدركه ليل الموت وليس هنالك فرق بين الموت والخسران).!
هم الحاضرون في جميع الجبهات بين القذائف والشضايا تملئ اجسادهم وترى في عينيهم الشوق لرفاق الدرب للشهداء الذين رحلوا باكرا والتحقوا بركب الحسين (ع).
رحلوا وتركوا قادتنا عيناهم كسيل جارف عند الحديث عنهم وذكر رفاق الدرب والشوق الذي يعتريهم للقاء الله واهل بيته.
وهذا ما يواسينا ويقلل من انكسارنا أن قادتنا قد حققوا غاية أمالهم ففي ثقافتنا الايمانية الشهادة هي احدى الحسنيين.
وأشد ما يقدر عليه عدونا هو أن يقتلنا وهذا منتهى الامال وهذه المعادلة الايمانية هي التي تحول نقطة قوة العدو القصوى الى نقطة قوتنا القصوى وبالتالي السائرون في هذا النهج لايهزمون لايهزمون .....
فعندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد نتتصر!!
وهذا مصداق لكربلاء زماننا ولإنتصار الدم على السيف.
والحديث عن الثأر حديث ذو شجون فثأر قادتنا ليس بين قبيلتين متنازعتين لكي ينتهي دم بدم!
فالصراع هو صراع مشاريع استكبارية تقف خلفها دول الهيمنة والاستكبار (ولسنا خائفين او متواطئين كبعض قادة الكتل التي تنتسب للعراق كذبا وبهتانا فيقولون دول اجنبية! ! ولا يقولون امريكا واسرائيل
من باب اشهدوا لي عند الامير) !!
المشروع الاستكباري المتمثل بابناء الشياطين يريد الهيمنة علئ مقدساتنا وارضنا وخيراتنا وبالمقابل يقف مشروع الحق سداً منيعاً امامهم ليضمن لنا حقوقنا وحفظ كرامتنا وسيادتنا
ومن يقف على التل ليقف بئس القوم انتم!
مسؤلية تحمل الدم هي مسؤلية الجميع فلو اتينا لها من الجانب السياسي فالحديث عنهم يمت القلب ويجلب الهم (الا من رحم ربي).فقد اجتمعوا على الباطل وتفرقوا عن الحق فتخاذلوا حتى ملكت عليهم الاوطان ويغار عليهم ولا يغارون فلو تكاتفتم ما نال احد من قادتنا ولا اريقت لهم دماء فتعساً لكم وقبحاً .
اما الفصائل فأنتم امل الثائرين فلا تكونوا من الذين يسقطون في بداية او منتصف الطريق وتخمد نيران القلوب الشائقة والمنكسرة بفقد قادتهم
فكونا كالذين كلما تقدم بهم الزمن ازدادوا توهجاً وقوةً
فإملأوا البيداء من رؤسهم لتقر العيون بعد بكائها حين تعلوا الدماء .
نستثني منهم الذين غلب حب الدنيا على قلوبهم أملين بملك الري ولانظلمهم اذا تساووا بعمر بن سعد فلا عتبا عليكم .
ختاماً حتى لو خرجت امريكا واذنابها من العراق سواء ،أكان بالجهد السياسي (وهذا مستبعد) او بجهود ابناء العز والكرامة من ابطال المقاومة (عموديا "افقيا).
فستبقى مشاريعها قائمة في المنطقة مستغلة النفسيات الضعيفة من الالف العملاء التابعين لها ومئات المؤسسات والمراكز الاعلامية القائمة بنتفيذ مشاريعهم بالحرب الناعمة مستغلتاً الجهل السائد في المجتمع العراقي فهنا يأتي دور الجميع لتنفيذ وصايا قادة النصر فهي الطريق والمنهج الذي ارعب الاستكبار العالمي واوقف مشاريعهم فينبغى السير على نهجهم وهذا اعظم الادوار في تحمل دم قادتنا
والسلام .