المقالات

ابيض اسود/ كوفيد19 وهشاشة الفقر: حلول منتظرة!!  


 مازن صاحب ||

 

 قيل للأرقام لغة الشعراء عند التعبير عن واقع ما في ايجاز واضح، السؤال ما ابرز معالم واقعنا العراقي ونحن نعيش مرارة كوفيد19 ؟؟

في دراسة أصدرتها وزارة التخطيط بداية تموز الجاري بالتعاون مع جهات دولية انتهت الى ارتفاع نسبة الفقر لتصبح 31.7% مقارنة بما كان عليها المعدل سنة 2018 البالغ 20%، وفقا للنسبة أعلاه. فقد بلغ عدد الفقراء الكلي في العراق 11.4 مليون فرد بعد ان كان قبل الأزمة 6.9 مليون فرد (أي ان عدد الفقراء الجدد يبلغ 4.5 مليون ) فيما تبلغ نسبة الفقر بين الأطفال دون سن الـ 18 (بعد الأزمة) 37.9% في وقت أضحت أعلى نسبة فقر كان في محافظات الشمال (43.6%)، يليه محافظات الجنوب بنسبة 39.6% ثم محافظات الوسط بنسبة 26%، ثم محافظات إقليم كردستان بنسبة 11.9%. وثمة توقعات بزيادة هذه النسب وليس تقليلها !!

يحصل كل ذلك في توالد أزمات الأسوأ والعراق يواجه تذبذب واضح في أسعار النفط، فيما اعتمدت الدولة منهاجا متجددا لديمومة الاقتراض من الداخل والخارج ولكن من دون أي خطوات نحو التنمية المستدامة، ما يعني كل ذلك لمستقبل الأجيال العراقية؟؟

 لا اريد ان انحت صخر الوجع بمرارة الحديث عن مستقبل مظلم، فهناك دائما بارقة امال عريضة تحتاج ان يقبض اهل العزم على جمرة الغضب الى يوم الاقتراع  وحين يقف امام  ورقة الانتخاب على المواطن /الناخب العراقي  ان يختار جيدا  البرنامج الانتخابي القائم على  حقائق  تطبيقية وليس مخادعات لفظية وتسويق طائفي او مناطقي، فالمستقبل  المنظور على حافة ان يكون نصف العراقيين تحت خط الفقر بمعنى انهم يعيشون باقل  من أربعة الاف دينار يوميا  فيما يعني اكثر من ثلثي السكان يعانون من هشاشة الفقر في فقدان المصدر الثابت للدخل  الشهري او خدمات  الصحة والتعليم  والسكن ، ما دامت أحزاب مفاسد المحاصصة تواصل ديمومة الاقتراض ولا تعمل على حوكمة إدارة الاقتصاد وفق معايير التنمية المستدامة كونها  تتناقض كليا مع تلك المفاسد  وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت  .

·        ما الحلول الفضلى؟؟

  لا اريد الحديث عن استراتيجيات وخطط للإصلاح الشامل المنظور، كل ما تحتاجه الحكومة تحويل  إدارة القطاع الحكومي من النموذج الاستهلاكي الفج والقبيح الذي جعل معاملها مستهلكة ومتهالكة الى نموذج ( رأسمالية الإدارة) حين تفرض على أي  وزير ومنه الى المدراء العامين إدارة المرافق الحكومية بعقلية الإنتاج المكافئ  لما يقابله في ادلة العمل  من انتاج القطاع الخاص ،وهناك نظام معروف ومعمول به يعرف بنظام الشركات يمكن توظيفه في تسريع اليات لملمة شمل الجهد الهندسي والتقني والإداري  للدولة كل واحد في انجاز مشاريع للتنمية المستدامة لعل ابسطها واكثرها نجاعة في مشاريع التطوير العمراني التي بالإمكان ان تنتج وحدات سكنية تسد النقص الكبير المعروف وتحقق اكبر قدر ممكن من فرص العمل للقطاع الحكومي والخاص في ان واحد، ناهيك عن أفكار كثيرة عن تطوير قطاع الامن الغذائي ومشاريع العائلة المنتجة والجامعة المنتجة وغيرها الكثير من الأفكار التي سبقتنا فيها الأمم والشعوب للخروج من خانق الفقر الى فضاء الرفاهية.

يبقى من القول على جميع الفعاليات المجتمعية التي تواصل حديث التنظير الفارغ على مواقع التواصل الاجتماعي فقط كي  تنتقد مفاسد المحاصصة او تبرر لها ،على الكفاءات الاكاديمية والنخب المثقفة ان تتفاعل مع الحلول وترفض نموذج (مع او ضد) فهذا العراق واجياله المقبلة على كف عفريت الفقر يتقافز نحو المجهول، ولات حين مندم  فأما ان تتفق الآراء  على مناهج ابتكارية مبدعة للحلول التطبيقية  او الأفضل ان يصمت دعاة مفاسد المحاصصة عندما يقف المواطن / الناخب العراقي امام ورقة الاقتراع  ويسال نفسه من يقدم له الحلول الفضلى لمواجهة  افة الفقر وهي تفتح نيران الجوع على اطفاله  وبين من يقدم له تلك الوعود العقائدية الزائفة.

ولله في خلقه شؤون  !!!

mazinsahin@gmail.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك