منهل عبد الأمير المرشدي ||
كان شمخي رجل عاقل ذو وقار وهيبة وهو كبير اخوته الثلاثة وبمثابة الأب والأخ لهم إلا انه تمرض وبقي طريح الفراش حتى وافته المنيه فأنتقلت زعامة العائلة منه الى أخوه جبير الأصغر منه حسب تراتب العمر رغم عدم اقتناع اخوته البقية بزعامة جبير لإنه فقير بالتصرف وفهمه محدود وأحول العين الإ إنهم مضطرين للقبول بالأمر والواقع والسكوت تلافيا لحدوث مشكلة وشماتة الآخرين بهم . منذ تسلم جبير زعامة العائلة إنقطع عن الذهاب لحقول الزرع مع اخوته وجلس بمضيف العشيرة مع الشيوخ طوال اليوم .
في يوم من الأيام اجتمع الشيخ الكبير بشيوخ ووجهاء العشيرة وأبلغهم قراره بأن يشتري كل بيت بندقية (برنو) ّ ليحرس بيته من (الحرامية) الذين كثروا في القرية والقرى المجاورة وأن تسلم البرنوّ الى رجل متمكن وشجاع من العائلة وعلى الجميع تنفيذ الأمر والبيت الذي ليس له القدرة المالية على شراء البرنّو فهو معذور وغير مشمول . طرح جبير الموضوع على العائلة فحاولوا امه واخوته أن يقنعوه بالإعتذار عند الشيخ لإنهم لا يمتلكون المال لشراء البندقية إلا انه رفض ذلك وقال لهم ( تردون تفشلوني كدام الشيخ وزلم العشيرة لازم اشتري البرنوّ ).
وفعلا باع نصف الأبقار الموجودة لديهم وإشترى البرنوّ التي يحملها في ذراعه طوال النهار بالمضيف وفي الليل يصعد بها فوق سطح الدار ( ينطر) من الحراميه . كان الخوف يملأ قلوب اخوته وأمه لأنه احول ولا يرى في الليل وجبير طوال الليل ما أن يسمع حركة حتى صاح ( أنا أخو شمخي ) وسحب (السركي) وبدأ بالرمي لكن رصاصاته تقع على وسط الدار فمرة صاح انا اخو شمخي فقتل احدى الأبقار ومرة اردى خروفا بالرصاصة القاضية ومرة صاح انا اخو شمخي .
فجائت احدى رصاصته بساق امه واصابها وكسر رجلها . اخوته المساكين صاروا كلما سمعوا صيحة اخوهم جبير ( انا اخو شمخي ) يهربون من البيت الى الشارع حتى صارت بليتهم حكاية في القرية ومحل نكتة وشماته فجائت امه وقالت له (يمه جبير خلي الحرامي يبوگنه ولا نطارتك ) وفعلا باعوا البرنوا بخسارة حتى يتخلصوا من (نطارة اخو شمخي ) الذي باع نصف الأبقار وقتل النصف الثاني وكسر رجل امه . ختاما اقول يبدوا اننا الآن مثل اخوة جبير فليس هناك من ينقذنا من الحرامية وليس هناك من ينقذنا من اخو شمخي .