🖋 قاسم سلمان العبودي ||
لكل أزمة فارس ، وفارس هذه الأزمة سيد عمار الحكيم بأمتياز . تشكيل( عراقيون ) الذي أعلن عنه عمار الحكيم جاء بالضد من الأجماع الشيعي الذي رشح الكاظمي مرغماً وليس مختارا . في عهد السيد عادل عبد المهدي ، ذهب عمار الحكيم وحيدر العبادي الى المعارضة . ووصفوها وقتها بالمعارضة التقويمية ، ولا للتقويم فيها أي أساس ، لقد كانت مجرد مشاكسة سياسية كون عبد المهدي جاء على غير هواهم .
اليوم تكتل ( عراقيون ) ، دعماً واضحاً لمصطفى الكاظمي الذي جاء وفق رغبة أمريكية صرفه . لذا نعتقد تكتل ( عراقيون ) دعماً واضحاً للمشروع الأمريكي ، بالضد من الرغبة الشيعية . أما سائرون فهم دوماً متأنين في الألتحاق بالتكتلات وذلك لحساب المكاسب والمغانم بدقة ، وعلى ضوء مايحصلون عليه يكون قرارهم . أظن الخارطة السياسية تسير بأتجاه أقصاء الأحزاب الأسلامية المعتدلة من التمثيل السياسي وأدارة دفة القرار السياسي .
المخطط يقضي بأعادة هيكلة المفاصل الحساسة في الحكومة الحالية ، وذلك عن طريق أقصاء القائمين عليها تحت ذريعة محاربة الفساد المستشري . وواقع الحال هو مخطط للأستحواذ على أمتيازات الدولة . وأكبر هذه الأمتيازات هي أبعاد رجال الدولة الحقيقيون وأستبدالهم برجال منخرطين في الأجندة الأمريكية الخبيثة .
بقيت مسألة أخيرة ، في حال تم أنشاء تكتل ( عراقيون ) ، فأن جميع الكتل الشيعية خاسرة لا محالة . وذلك لعدم مصادقية الجانب الأمريكي الذي يخذل أي تكتل سياسي مهما علا شأنه بمجرد الإختلاف بالمصالح . جل ما نخشاه اليوم أن يذهب عمار الحكيم ومن معه بالعراق الى صفقة القرن ، التي لم يتطرق لها عمار الحكيم منذ أعلنها ترامب والى الآن .
يبدوا أقتحام اللواء ٤٥ حشد شعبي ، راق السيد عمار كثيراً . حاول الرجل ركوب الموجة بأعلانه عن ذاك التكتل الجديد ، الذي غمز به الحكيم الكتل الأخرى ، على أنه حزب الكاظمي الداعم له ، كون الأخير لا حزب له تحت قبة البرلمان .
الآن الأوراق خلطت أمام الكتل السياسيةالشيعية وهم بحاجة الى رص صفوفهم لمواجهة الخطر القائم المتمثل بأيقاف أستهداف قطعات الحشد الشعبي الذي يبدوا بقاءه يغيض الأمريكان ورئاسة حكومتنا الحالية ، فضلاً عن عمار الحكيم ، الذي خلع عبائته الأسلامية ، بمحاباة واضحة للجانب الأمريكي .