المقالات

فاذا جاء وعد الاخرة .....


د علي الطويل 

 

منذ اكثر من ٧٠ عاما ودويلة اسرائيل تجثم على جسد  الامة الاسلامية  ، هذه الغدة السرطانية التي اصابت  هذا الجسد وسببت له  كل هذا التهاوي والتراجع ، وسببت كذلك جميع الماسي التي مرت والازمات التي حدثت والتمزيق والتفريق الذي طال اجزاء كبيرة من الامة  ، حيث لم يمر على الامة الاسلامية في كل ادوارها ظرف الم  بها اقسى مما تمر به الان ، ولعل الدول الكبرى نجحت تكتيكيا في تنفيذ جزء من مأربها من خلال زرع هذه الدويلة في هذا المكان الحساس في القلب الاسلامي ، وبمساعدة ادواتها واذنابها من الحكام العرب الخونة الذين لايقلون خطرا عن حكام اسرائيل في تنفيذ اجندات الصهيونية العالمية ، وتهيئة الظروف المناسبة لاستمرار اغتصابها لفلسطين والقدس العزيزة ، وبلغ الامر بهؤلاء الحكام اخيرا بالمجاهرة بالحديث عن التقارب والتطبيع وتسوية الامور وبيع القضية الفلسطينية باثمان بخسة لاسرائيل عبر ماسمي بصفقة القرن مقابل الاستمرار المؤقت لكراسييهم وتحكمهم بالبلاد الاسلامية .

ان استعراضا سريعا لما مرت به القضية الفلسطينية والظروف التي احاطت بها والمنزلقات الحادة التي اوقعها بها الحكام العرب ،  وما جرى خلال هذه ال٧٠ عاما يؤكد ان القضية كادت ان تدثر وان القدس كادت ان تهود لولا لطف الله بالمسلمين ومن عليهم بانتصار النهضة الخمينية التي عرفت خطورتها اسرائيل قبل ان يعرف منافعها وقيمتها الحكام العرب الخونة ،  (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ .... (54) ، لذلك حاكت ولازالت تحوك لها المؤمرات وايضا عبر البوابة العربية الخائنة والاستكبار العالمي، فما ان كادت ان توضع قضية فلسطين في الادراج حتى عاد اليها لمعانها الامام الخميني فانتزعها من ايدي الحكام الى ايادي الجماهير وحناجرها التي دوت في كل ارجاء المعمورة بالموت لاسرائيل الموت لامريكا في يوم القدس العالمي في كل عام في اخر جمعة من شهر رمضان ، ومنذ ذلك اليوم الى يومنا هذا يجدد المسلمون الهتاف ويعيدون قضية القدس الى ذاكرة الامة ، ولم تنجح كل مؤمرات امريكا في الحد من قوة ايران التي تجذرت وامتدت في كل بقاع الارض وهي تحمل شعار ازالة اسرائيل من الوجود مدعومة بقوة جماهيرية عريضة و كبيرة امتدت في ارجاء الارض داعمة ومساندة.

ان على المسلمين ان لايياسوا ولا يستكينوا في طلب الحق ، فاسرائيل غاصبة وفلسطين والقدس عربية اسلامية والخنوع والذل ليس من صفات المسلم ولا من  اخلاق الاسلام التي نص بها دستوره الواضح القران الكريم ، واليوم يرفع راية التصدي والمقاومة من لايخاف اسرائيل ولايهابها ، ولايتردد في اعلان شعار ازالتها من الوجود انها قيادة الفقيه العالم الذي لايبالي ان وقع على الموت او وقع الموت عليه مادام على الحق ، وبعد  القوة والعزم التي امتلكها من ثباته على الحق، وبعد انتشار اذرع المقاومة في محيط اسرائيل وبين جنبيها وتحقيقها لانجازات كبرى على الارض  فان المسلمين اليوم في احسن احوالهم وفي اكثر الظروف تهيئا لاجتثاث هذه الغدة السرطانية من الوجود ، حيث وعد الله المسلمين بذلك فلا مكان للياس والخنوع والذل بعد هذا الوعد وحيث ان اسرائيل قد وصلت الى اوج طغيانها وتكبرها ، (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7).

21/5/2020

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك