المقالات

صديقي السياسي (قصة حقيقية)  


د. قاسم بلشان التميمي ||

 

قال لي احد الاصدقاء من السياسيين انه كان ذات  مساء من عام 2012حاضر في حفل اقيم ببغداد على شرف مستثمرة بريطانية  من اقرياء  ملكة بريطانيا ( اليزابيث ) واضاف صديقي السياسي انه جلس  في مكان  خاص برفقة بعض ( كبيري السياسة) وقد شد انتباهي رجل كان حاضر معنا بسبب انه  لم يكن (مـتأنقا ببدلة ورباط ) كما هو حالنا ، بل كان على العكس من ذلك تماما انه كان يرتدي بنطلون جينز وحذاء رياضي ولكن كان متمكنا جدا في الحديث عن احوال العراق السياسية وكذلك النسيج الاجتماعي للشعب العراقي ، وكانت لغته عربية رائعة جدا وقد استفهم مني عن بعض الامور خصوصا ما يتعلق بالواقع السياسي الحالي وطلب مني بطريقة ( السهل الممتنع) وجهة نظر الحزب الذي امثله عن كل متغيرات ومستجدات المنطقة الا ان تركيزه  كان على وجه الخصوص الوضع العراقي وكذلك دول الجوار وتحديدا ( ايران وسوريا) .

 ويضيف صديقي السياسي وانا بصفتي عراقي اصيل (وابن عرب !! ) فقد كنت كريما مع هذا الشخص واجدت عليه بكل ما املك من معلومات ولم ابخل  (قيد انملة) ، وقد بادلني الرجل نفس الشعور من خلال ابتسامته التي كان يمن بها علي مع كل اجابة لسؤاله ، ويتابع صديقي السياسي قوله لقد كنت متلهفا كي اعرف من هذا  الرجل ولم يسعفني احد  فقررت ان أسأله بنفسي عن اسمه وما هو عمله ، وقد وصلت الى هذا القرار بعد العودة بذاكرتي الى التاريخ العربي حيث (الاقدام  بكل عزم وهمة على الامور) رغم اني كنت خجل بعض الشيء منه لان حديثي معه استغرق ما يقارب الساعة.

الا انني وجدت نفسي مضطرا كي أسأله ( العفو استاذ لم اتشرف بحضرتكم الكريمة ؟) هذا هو سؤالي له ، ففتح عينيه مستفهما مع ابتسامة خفيفة وهو يقول لي ( لم اعرف ان دمك خفيف الى هذا الحد !!) ، فقلت له صدقني انا أسألك بجد  واريد ان أتشرف بحضرتكم ، فكان جواب الرجل (معقولة!) لم تعرفني وانت رجل سياسة ، انا (سفير بريطانيا  العظمى  في بغداد)  وضحك ضحكة قوية مدوية ، يقول صديقي السياسي كم كنت خجلا داخل نفسي ولم استطع تدارك الموقف ولم ابادر الى اي تبرير بل اكتفيت بأطلاق العنان لأذني وهي تستمع الى نغمات صوت ضحكته ( الرنانة) .

 ويكمل صديقي السياسي (قصته) انه وبعد هذه الحادثة جاءت المستثمرة البريطانية ( قريبة الملكة اليزابيث)  وجلست معنا ولأني شعرت بأني كنت مقصر بحق السفير البريطاني ولم اعطه حقه عن طريق عدم معرفتي به وربما  فسر السفير البريطاني موقفي هذا منه تفسير سياسي ، مفاده اني لم اعرفه بأعتباره غير مهم و غيرمؤثر فأردت ان ابين للسفير (حسن نيتي) وتحدثت عن الوضع السياسي في البلاد ولم اتردد لحظة من القاء اللوم على الجانب الامريكي  بأعتباره الطرف الرئيس في عدم استقرار الامور في العراق.

 ولم اكتف بهذا القول بل تكلمت عن دور بريطانيا وسفيرها في العراق وقد اثنيت على هذا الدور المشرف خصوصا دور السفير الذي لم نلمس منه اي عمل او شائبة أخلت بأستقرار الوضع السياسي في العراق! ، ويكمل صديقي السياسي ، لكن المستثمرة البريطانية قاطعتني  بالقول معقولة (سفيرنا لم يثير اي مشاكل عندكم)  واكملت حديثها متسائلة ( اذن ما هو عمله ؟)  وتابعت قولها ( انا استغرب لان عمل السفير هو اثارة المشاكل!) .

 يقول صديقي السياسي لقد صدمت صدمة كبرى بجوابها ، واخذت اتساءل مع نفسي لقد كنت اريد للسفير الخير واريد ان ارفع من شأنه ولكن كما يبدو ان البريطانيين جادين كل الجد في عملهم لذلك استطاعوا ان  يأتوا الى ديارنا وديار ابناء عمومتنا !!.

واختتم صديقي السياسي قوله ( عمي سياسة ابو ناجي سياسة محد يفهمها !).

وطلب صديقي السياسي رأيي في هذه الحادثة ، فقلت له الحمد لله اني لم ارتاد المطاعم الملكية  بل انا ارتاد  مطاعم ( الفلافل) ولكن مع هذا فأني سوف اخذ الحذر  لانه ربما يكون هناك سفير لبريطانيا العظمى في هذه المطاعم هذا ان لم تكن هذه المطاعم خاضعة لها شأنها شأن المطاعم (الراقية) التي ترتادها قريبة الملكة اليزابيث والسفير البريطاني بصحبة صديقي السياسي  ، مع الدعوات الى كل سياسيي العراق بالموفقية الدائمة !!.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك