المقالات

لماذا لم تفتي المرجعية الدينية في النجف الأشرف بالجهاد ضد الاحتلال الأمريكي في العراق [الحلقة الثانية]  

1639 2020-04-15

حيدر الطائي

 

·        المرجعية ودورها بين فترة سقوط النظام البعثي وبين فترة بدايات النظام الجديد.

 

منذ أن تسنم حزب البعث مقاليد الحكم في العراق امعن في زرع الخوف والحرمان والفقر والجوع وتكريس الطائفية والعرقية والعنصرية وهيمنة العوائل القروية على سائر المجتمع. واللعب في مقدرات الشعب العراقي وممارسة أقسى أنواع البطش والإرهاب فيه وإعدام خيرة العراقيين وقتل الأنفس والعلماء والمعارضين بشتى انواعهم وممارسة الدكتاتورية وكبت الحريات العامة وحبس الحقوق وإشاعة ثقافة الكراهيه وممارسة عمليات تهجير المواطنين.

وقد قام النظام البعثي المجرم بسابقة لم يكن لها مثيلاًفي تاريخ العراق الحديث. فغرس روح الكراهية بين أطياف المجتمع العراقي. فقصف المراقد المقدسة وفرض الحصار على العراق من قبل الأمم المتحدة على أثر غزو الكويت من قبل سياسات صدام وأخطائه وتبعاته.  وأدى الحصار إلى تدمير المقومات الاقتصادية للمجتمع العراقي. وأثّر الحصار أيضًا على الجانب الأخلاقي والنفسي لكل شرائح المجتمع مسببًا تفشي الجريمة والفساد الاجتماعي والإداري في أنحاء البلاد. وإطلاق النظام حملته الإيمانية في محاولة منه لإخفاء معاناة الشعب الذي كان يأن تحت وطأة المجاعة والفقر. وكانوا رواد جماعات هذه الحملة هم من العناصر التكفيرية والمنحرفة التي بثت أفكارها في صفوف المجتمع وتغيير قيمه الأخلاقية والدينية وتحولت هذه الجماعات إلى مجاميع إرهابية مسلحة مارست القتل والإجرام بحق الشعب العراقي وذلك بعد سقوط النظام البعثي

وكذلك أصبحت بعض من هذه الجماعات مرجعيات منحرفة وحركات متطرفة لازالت رواسبها سارية في المجتمع.

وقد عانت مؤسسة المرجعية أشد معانات من الحقبة الدكتاتورية الحاكمة ولم تسلم هي من بطشه لكن ظلت المرجعية الدينية محافظة على اصالتها وصمدت بوجه الأعاصير العاتية رغم القتل والاعدامات والحرب النفسية والاعتقالات التي تعرضت لها. حتى في أواخر الحكم الصدّامي وما يعانيه من ضعف في سنواته هذه وتوحد العالم على جبهة واحدة لأسقاطه لأنه أصبح مصدر قلق يعرض الأمن القومي العالمي للخطر. ولهذا كانت كل تداعيات النظام ومجازره وأعماله الوحشية أصبحت واضحة للمجتمع الدولي

وبات العراق وفق المعطيات أن يتخلص من هذا النظام

وهذا ما كانت تراه المرجعية وتتمنى إسقاطه وفق برنامج رسمي قانوني بإشراف من الأمم المتحدة وكانت نظرة المرجعية ابعد من ذلك حيثُ كانت راسمةً مشروع (حكم العراقيين لبلدهم) بدون تدخل من أي طرفٍ خارجي

فكانت مهمة إسقاط النظام وترك الحكم للعراقيين هي السائدة. ووقفت المرجعية كامل نشاطاتها حتى لا تكون ذريعة للنظام من أن يحسب أي ظاهرة على إنها إخلال بالأمن القومي العراقي. ومما يعرض كيان المرجعية للخطر ويكون الفراغ هو السائد بعد سقوط النظام وهذا مانجحت به المرجعية الدينية التي هي المؤسسة الوحيدة التي ظلت محافظة على كيانها. من الضياع والزوال ... يتبع...

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك