المقالات

النظام السياسي العراقي.. الخيارات والبدائل


 

✍ سعود الساعدي

 

لم يتأسس النظام السياسي العراقي الحالي بعد ٢٠٠٣ بإرادة وطنية داخلية عبر ثورة جماهيرية أو محاولات اصلاح حقيقية محلية وإنما تأسس بإرادة خارجية تمثلت بالاحتلال الأميركي رسمت شكله وحددت أسسه وصاغت قواعد نظامه.

يتكون النظام السياسي الحالي من "عناصر" سياسية غير متكاملة "تشكلات سياسية" ومن قواعد قانونية ناقصة "دستور ملغوم" الأمر الذي انتج نظامنا سياسيا "هجينا" وأداء سياسيا "عقيما" أدى إلى أن تكون المخرجات مأزومة عبرت عن نفسها في "متاهة مزدوجة" دائمة سياسية وامنية واقتصادية.

وهذا يعني أن مجيء طبقة جديدة تحتكم إلى نفس القواعد سينتج نفس النتائج كما أن التعويل على الشارع الانفعالي في إحداث التغيير دون رؤية تغييرية شاملة وضمانة تنفيذية قادرة سيوقعنا في فخاخ فوضى عارمة والاجندات التي دعت وركبت تظاهرات الأول من تشرين الاول ٢٠١٩ أدت إلى مخرجات دموية لولا لطف الله ودماء الشهداء القادة سليماني والمهندس، كما أن التعويل على نقابات حزبية تتبع توجهات معينة أو منظمات مجتمع مدني ذات هوى سياسي داخلي او خارجي وتفتقد للمشروع الوطني لا يبدو أنه يمكن ان يمثل عاملا تغييرا منتظرا.

معطيات المشهد العراقي بعد التحديات والمخاطر والتهديدات الخارجية والنجاح في تحويلها إلى فرص حقيقية رغم التضحيات والخسائر الجسيمة انتج قوة عسكرية "المقاومة والحشد" يعول عليها في "التنمية والبناء" بعد نجاح التعويل عليها في "التحرير بالدماء" لكن مع شرط لازم وجوهري يتلخص في استثمار "الانتصارات" عبر بث "دماء الشهداء" والعمل على سريانها في المجتمع ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وفق برامج عمل "عارفة" بحقيقة واقعها الاجتماعي و الثقافي وأداء إعلامي غير تقليدي فاهم بسايكولوجيا الجماهير وكيفية التأثير في الرأي العام.

لطالما "صرخت" دماء الشهداء باحثة عمن يبثها في عروق وشرايين الناس سلما داخليا وتنمية مجتمعية وعنفا خارجيا موجها لاعدائها بينما كانت "جيوش الجحوش" من سياسيين واعلاميين ومتثاقفين يضعون الحواجز المختلفة لمنع سريان هذا الدم!.

المجتمع الذي ينتج "ثقافة مقاومة" ويمارسها يدرك أو سيدرك عبر التجارب التاريخية -كالعراق- انه لابد من استكمال سمات التحرر المطلوبة لا ان "يؤمن ببعض كالعسكري ويكفر ببعض كالمدني -في قبال العسكري-" فالتحرر ليس عملية مرحلية وإنما هو مشروع دائم بدوام الحياة ومواجهة مستمرة لقيود التخلف ومخططات التبعية.

إدراك المعطيات الناشئة "الشاملة" اولا ومعرفة القدرات والإمكانات وتوظيفها ثانيا عبر مشروع متكامل وناضج ومسؤول ثالثا كفيلة بانتاج واقع سياسي عراقي جديد وبَنَّاء.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك