المقالات

قريبا سينتهي كورونا

1255 2020-04-08

هادي جلو مرعي

 

قريبا سينتهي كورونا، وتعود الشوارع لتمتليء بالبشر، وتضج الساحات بهم، ويعود اللصوص ليسرقوا ماقدروا عليه ليرفعوا عدد البؤساء والجياع في عالمنا، وسيعود الناس الى الأسواق ليشتروا مامكنتهم نقودهم منه، وسيجلس كثر على عتبات البيوت ليسبوا هذا، ويلعنوا ذاك، وسيعود الذين خافوا الله فترة الوباء ليتحولوا شجعانا جسورين لايؤمنون به كما يستحق، ولايخافونه كما هو القوي المتجبر، وسيعود الناس الى الحيلة والمكر والدهاء والكذب والخيانة والسرقة والرياء والضغينة والحقد والغدر والتكبر والتجبر والعنف والتقوي والرذيلة والزنا، ومعاقرة كل خبيث، وسيكون لهم أن يفعلوا ماشاءوا. فزمن الخوف من الوحش الصغير قد إنتهى، وعادت القلوب متحجرة، والنفوس أمارة كما كانت، والضمائر معطلة، والعقول متبلدة، لارجاء منها.

قريبا سينتهي كورونا، ويعود الناس الى لهاثهم القديم، وجريهم خلف سراب الحياة الذي يتوهمونه ماءا وهو سراب، ويظنونه حياة لاتبلى، وهو زائل لابقاء له لأنه عابر كما هو كل موجود. فالوجود الكامل لله الذي لايتغير، ولايتبدل، ولايتحول لأنه الله رب الأرباب، وسيد السادات.

إبتسمت بطريقة ساخرة لكن حزنا كان يحتوشني وأنا أتابع قناة فرنسية تبث حوارا مع مجموعة من الشبان والبالغين العرب يعيشون في مختلف البلدان. بعضهم متزوج (مثيله) وبعضهم يدافع عن المثليين، والأدهى إن رجل دين يعقد قران شابة مسلمة على اخرى مسلمة قررتا الزواج في المسجد، وبحضور إصدقاء لهما من الجنسين، ورجل الدين المسلم يدعى (محمد) وهو ملتح، ويضع بيده نسخة من القرآن الكريم، ويبارك لهما الزواج بينما يتلو (كهيعص) وهما فرحتان، وفي الأثناء تذيع القنوات الأوربية أخبارا مخيفة عن مليون مصاب بكورونا، بينما عدد الوفيات يقترب من الخمسين ألف ضحية في فرنسا وأسبانيا وأمريكا وإيطاليا، وبدلا من الرجوع عن هذه الرذائل يصر هولاء عليها، فكأنهم مصرون على الخطيئة والرذيلة، وكأنهم لم يكتفوا بكل البلاءات التي تصيب العالم، فيخالفون الطبيعة، ويأتون بمبررات واهية بائسة لاتصمد امام الدليل والمنطق، وكأن مهمتهم تخريب الحياة، ونشر الفوضى في الأرض غير عابئين بنظام، وغير مهتمين لحياة لها طبيعتها وقوانينها ونظامها، وكلما سألت احدهم عن سلوكه المنحرف رد عليك بكلمات تلائم إنحرافه ورغباته وشهواته، ثم يقول: إنها حرية، وإننا نصبا انفسنا مكان الله، وإننا نتجاوز على حريات الناس وخصوصياتهم.

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك