المقالات

ما بعد كورونا.. الساحة الدولية، صراع نوعي


حيدر الرماحي

 

ربما يعتبر وباء "كورونا فايروس" امرا طبيا بحتا قُّدر له ان يطور نفسه ليكون بهذه الخصائص التي تقدم من اجله منظمة الصحة العالمية كل يوم تقريرا مفصلا وتحديثا مستمرا لما يتم اكتشافه باعتبار ان خواصه تختلف بشكل كبير عن الفايروسات الاخرى من حيث مدة بقائه وطرق انتقاله واثاره في ظل انعدام علاجه. 

الا ان هذا الفايروس اليوم اصبح عاملا مؤثرا في شكل الحياة على مستوى الافراد والحكومات بما فيها من سياسات وتوجهات. 

وبالرغم من ان قراءات عديدة تشير الى انه لم يكن امرا طبيعيا وانما انتج من خلال مختبرات بايلوجية جرثومية والبعض اتهم امريكا من اجل الاضرار بخصومها ابرزهم الصين ويران. 

وبكل الاحوال ان كان الفايروس نتج عن تطور جيني وانتقل من الحيوان الى الانسان بشكل عفوي او انه تم تصنيعه، المهم هنا .. هو كيف سيكون العالم مع ازمة كورونا وسعة انتشاره وايقافه للحياة وماذا سينتج عنه بعد ان تعطلت دولا وصفت بالكبرى ووقفت عاجزة امام هذا الفايروس الذي لا يرى الا بالمجهر. 

اذا تابعنا ما صرحت به الصين وبشكل رسمي وعلني باتهام الجيش الامريكي بانه هو من ضرب الصين بهذا الفايروس..  ويبدوا هنا ان الصين تمتلك ادلة وشواهد على هذا الاتهام الخطير الذي سيجر العالم الى متاهات خطيرة  مستقبلا. 

وهذا يعني ان الصراع الامريكي الصيني سياخذ منحى جديدا مختلفا عن ما شهدته السنين المنصرمة من صراع تقليدي..

ويمكن ان ابين هدفي مما طرحته اعلاه بالقول ان الصين بعد ان استطاعت السيطرة على انتشار الفايروس 'الجائح' كما وصفته منظمة الصحة العالمية اصبحت امريكا واوربا اليوم 'بؤرة' هذا الفايروس واصبح ينتشر بصورة كبيرة ومرعبة مما دعا الى ان تُخصص له ميزانيات كبيرة "وستتضاعف هذه الميزانيات في زمن قياسي خصوصا وان الدواء او اللقاح ليس متوفرا حتى اللحظة" .. وبذلك فان عامل الوقت الذي سيكون لصالح الصين كي تتعافى في مقابل انشغال اوربا وامريكا في مواجهة هذا الوباء سيغير من وجهة نظري كفة الصراع لصالح الصين على حساب امريكا واوربا، والايام القريبة ستشهد وجها جديدا للدول الكبرى.

كما ان هذه التفوق الصيني لا يمكن ان يواجه بالقبول من قبل الساحة الدولية بهذه السهولة والبساطة اذ ان الدول المتسلطة سوف لن تتخلى عن موقعها، وهذا يعني اننا سنشهد حروبا خارج نطاق الاخلاق والاعراف الدولية والانسانية، وسيكون العالم بصورة مختلفة لا يقع هذه ضحية هذه السياسات سوى الشعوب.  وهكذا ستلتفت من اليوم جميع الدول خصوصا المتقدمة منها لتطوير قدراتها على نمط جديد من الحروب التي يعبر عنها بالبايلوجية والجرثومية.

وفي هذا الخضم لا يعني ان نتجاهل الرؤية الالهية والاية الكريمة التي تهدد بالمكر الالهي الذي سيطيح بجبروت كل من يفتك بالانسانية وكل والقرار الالهي مبني على العدالة والرحمة الالهية بعيدا عن الاهواء والتمنيات الزائفة.

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك