المقالات

نظام البدائل


محمد مكي آل عيسى

 

تميّز الإنسان عن غيره من المخلوقات التي يراها حوله بأن له عقل وإرادة واختيار يسعى بها نحو كماله ويتخيّر لنفسه السبل التي توصله لما يريد يصيب تارة ويخطئ أخرى .

وبما أن عالمنا الذي نعيشه عالماً من شأنه أن يكون متغيّراً دائماً لا يكاد يستقر على حال حتى يتغيّر لأخرى فكان حقيقاً على الإنسان أن يتعايش مع هذه المتغيرت المستمرة يصارع ويقاتل , يهادن ويصالح , يتراجع ويستسلم و يصلح ويعالج وهكذا.

واليوم ونحن نعيش تغيرات متسارعة فإنها تتطلّب منّا أن نتغير وفقها وبالسرعة المطلوبة ونناغمها ونحاكيها بالتغير ووفق ما يتطلبه الموقف.

نعيش ظرف وباء فتاك كما نرى . . وبالوقت نفسه لدينا مصالح وارتباطات . . لدينا مواعيد والتزامات . . لدينا احتياجات . . لدينا مبادئ لدينا مقدسات

داهمنا ظرف الوباء في ربيع شهور السنة العربية في فترة المناسبات والالتزامات والزيارات ..

كيف الحل ؟؟ . . نحن نقدس تلك الشعائر ولا نستغني عنها

نحييها ؟ ؟ والعقل يقول ستهلكون أنفسكم . . والشرع يأمرنا بسماع هتاف العقل . . والعقلاء يدعون للحيطة والحذر ولزم البيوت !!

نتركها ؟ ؟ ونحن لا نرى لنا حياةً بدونها !!

فما العمل ؟؟

العمل هو تفعيل نظام البدائل

نعم الإنسان كائن مبدع إذا أراد خطط وسعى وعزم وفعل

لا بأس من أن نلجأ الى سبل أخرى بديلة نحيي بها شعائرنا بالشكل الذي يرضي ضمائرنا ويحفظ نفوسنا

نعم نظام البدائل نظام عقلائي لا ينكره عاقل فعندما يفقد الإنسان طعاما معينا فإنه يلجأ لطعام بديل يغنيه عن الأول ولا يبقى جائعاً فيخسر نفسه

عندما لا يتلاءم دواء معيّن مع جسم الإنسان لظرف ما فإن صاحب هذا الجسم يلجأ الى الطبيب كي يجد له بديلاً ويغير له دواءه

فالإمام علي ع اتخذ الطريق البديل عندما تقمصوا الخلافة بعد رسول الله واتخذ الطريق البديل عندما انطلت حيلة الصلح على جيشه وكذلك الامام الحسن صلوات الله عليهم

وعندما تعرّض الإمام السجاد ع للإقامة الجبرية فإنه صلوات الله عليه عمل بنظام البديل ترك لنا الصحيفة السجادية ورسالة الحقوق وكان يشتري العبيد ويعلّمهم من علوم آل محمد ثم يعتقهم لوجه الله فأسس بذلك مدارس متنقلة تنشر الفكر الحق .

وعندما كان النظام العفلقي الصدامي وحزب البعث جاثمين على صدر العراق كان علماؤنا ومراجعنا قد عملوا بالنظام البديل بعد التضييق عليهم فكانوا يقيمون الدروس داخل بيوتهم ومع عوائلهم كانوا يدرسون ويؤلفون.

و كان النظام البعثي الجائر يمنع قراءة الكتب وبيعها وشراءها واستنساخها وحملها ( مع أن ثاني أهدافه الحرية ) كان الإسلاميون ينسخون الكتب بأيديهم كي يوفروا الكتب.

هكذا يكون العمل بنظام البدائل

واليوم باب العمل مفتوح والسبل المتاحة كثيرة لكي نؤدي ما علينا تجاه شعائرنا . .

زيارة الإمام موسى بن جعفر صلوات الله عليه المليونية والتي منعنا الظرف القاهر عنها علينا أن نستقتل ونستبسل في سبيل أن نعوّض عنها بسبل وطرق أخرى لنحيي ذكر الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام .

لنحييه في أنفسنا ليبقى بذلك حياً فينا قبل ان نحييه بين الناس 

توقفت مدارسنا , جامعاتنا , حوزاتنا علينا تعويضها بشكل أو بآخر

وهكذا تستمر عجلة الحياة التي لا تتوقف في حركتها على نظام واحد وطريقة واحدة أبداً.

وهكذا يحقق الإنسان أهدافه ويصل لسعادته تلك التي لا غنى له عنها

نظام البدائل يعني الاستنفار الأقصى بغية إيجاد البديل وتفعيله وتوظيفه

 نظام البدائل هو معركة وجود الإنسان وصراعه مع الطبيعة

نظام البدائل هو أن تتعامل مع الظرف بشكل لا يتمكن من أن يصدك عن تحقيق هدفك الحق .

علينا تفعيل نظام البديل

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك