عبد الكريم الجيزاني
لم يمر اي رئيس وزراء منذ 2003وليومنا هذا بما مر ويمر به السيد عادل عبد المهدي فلم تمض على استيزاره الا اشهر معدودات حتى تحركت الأجندات الداخلية والخارجية لاسقاط رئيس الوزراء تمهيدًا لاسقاط العملية السياسية من خلال تحريك الفاشلين والمهوسين لافشال التجربة الجديدة والمنهاج الوزاري الذي يخدم مصلحة الشعب العراقي ..لقدنشطت السفارة الاميركية وحركت ذيولها من الفاشلين لتنظيم تظاهرات في بغداد وباقي محافظات الوسط والجنوب من خلال أموالها وأموال السعودية والأمارات ومن عربان آخرين لإدامة التظاهرات ولفسح المجال للقتلة والمجرمين الذين جندتهم السفارة الامريكية لقتل المتظاهرين وإسقاط التهم على الأجهزة الأمنية العراقية لخلط الاوراق ،مما حدى بعادل وكونه القائد العام للقوات المسلحة آنذاك ينزل القوات إلى ساحات التظاهر عزل من السلاح ففتحوا له جبهات أخرى في السنك وفي الخلاني وفي البتاويين فضلا عن احتلال بناية المطعم التركي في الباب الشرقي الذي اصبح ملاذًا للعاهرات والخمور والانحطاط الخلقي المشين ،كل ذلك وكان السيد عادل هادئا لكن برباطة جأش لم يتململ ولم يتحرك لابادة هذه المكونات البذيئة ومن حقه ان يفعل ذلك حسب القوانين .
هذا الهدوء جر السيد عادل لحل معضلة الخدمات فتوجه صوب الصين (النفط مقابل الخدمات)والخدمات تعني الكهرباء الدائمة المجاري المستشفيات المدارس الري الزراعة المطارات الترام ووووووالخ مما أطار العقول الامريكية لكنه بقي صامدا أمام هذه العواصف التي اثارها الأمريكيون وذيولهم في المنطقة ..لا اريد ان أسهب لكن أقول لم يرتكب السيد عادل اي خطأ بل كان على صواب والذين اتهموه بالبطئ تراجعوا بعد ان اتضحت نوايا الشر الأمريكي الخليجي ورغم هذا وذاك عمل على اعادة العلاقات مع دول الجوار ولوقف التدخل بالشأن العراقي الداخلي لكن المؤامرة كانت اكبر من ان يستطيع السيد عادل ان يقف بوجهها لذلك قدم استقالته من رئاسة الحكومة ليس زهدًا لكن لعدم حضور الناصر والمعين ولكي لا يغرق العراق بدماء ابناء شعبه .
ختاما شخصيًا لم تربطني بالسيد عادل اية مصلحة شخصية أو مادية بالمطلق رغم أني كنت مديرًا لتحرير صحيفة العدالة واحد مؤسسيها لذلك أقول للعراقيين انصفوا السيد عادل عبد المهدي لانه صاحب ضمير حي يريد للعراقيين الخير وهو يزهد حتى بما لديه .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)