إياد الإمارة
لعلنا جميعاً نتحمل تداعيات مرحلة ما بعد التغيير الذي حدث بعد العام 2003م، وهي جميعها تريد أن تصل بنا إلى نتيجة مفادها أن مرحلة ما بعد التغيير ليست أفضل من التي سبقتها، وإننا شعب دون مستوى الحرية و”الديمقراطية” ولا يصلح لنا إلا نظام ديكتاتوري قاس يسومنا أنواع العذاب، ويجعل الجميع خائفاً من ظله وضلالته وتنبت من جديد”أذان الحائط” لنتحدث بالهمس أو اللمس لكي لا يشي بنا الحائط إلى زبانية السلطة.
المرحلة الأولى هي مرحلة الإخفاق الحكومي، الذي تسبب به جشع بعض الطبقة السياسية أو أغلبها، وقلة الخبرات الإدارية، ومخلفات النظام السابق بكل قبحها وقد تركناها تصول وتجول بل مكنا البعض منها.
لم يفكر الأعم الأغلب من الطبقة السياسية بمصلحة وطن واصبحوا حزم تنازلات مهينة غير موضوعية، كما لم يفكروا بالإستعانة بخبرات إدارية مهنية بعيداً عن طريقة ونوبات الغرور التي ظهر بها اشخاص ليسوا بمستوى كتابة مقال ينفع الناس، ولم يتخلصوا كما ينبغي من مخلفات النظام السابق القبيحة التي سامتنا وتسومنا وستسومنا أنواع العذاب.
وكنتيجة لهذه الحالة المتردية، فإن المرحلة الثانية وهي مرحلة التظاهرات، تكون حتمية لتتحول من بعد إلى تظاهرات غير منظبطة، دخل على خطها من دخل وتصبح خزياً ووقاحة وتعديات تملأ الشوارع بلا رادع، تعديات على الناس والممتلكات العامة والخاصة وإيقاف عجلة التعليم في البلد.
في هذه التظاهرات تكشفت حقائق كانت خافية وكشرت كل القطط الوحشية من الداخل والخارج عن أنياب حقدها على العراقيين بما لا يقبل الشك.
أنا شخصياً لستُ ضد التظاهرات التي تعيد لنا حقوقنا في مدن الجنوب التي لا تزال تعاني الأمرين بما لا يدع مجالاً للسكوت وعدم التظاهر ضد كل الفساد وسوء الإدارة والإستأثار بالفيء لشريحة دون أخرى.
بالعكس، انا مع التظاهر المنظبط المنحصر بحدود الوطن ومصلحة ابنائه، لكني لستُ مع هذا الخزي والوقاحة والاستبداد الذي ظهر به البعض من تحت مظلة ومذلة التظاهرات.
كل ذلك سيضعنا قريباً في المرحلة الثالثة والتي هي مرحلة الإباحية، والإنحلال الذي رأيناه واضحاً في أكثر من مشهد لم يهز وجدان مَن ينبغي أن يهتز وجدانه لمثل هذه المشاهد الإباحية التي يندى لها جبين كل حر.. ومن أين آتي بالأحرار؟
ولي أن أذكر قول سيد الشهداء الحسين عليه السلام، وهو يخاطب أهل الكوفة وابناء القوم، “إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم!”.
قبلنا أن يطل علينا حمودي الوسخ وسعيود طبانة و كل”…..” أجلكم الله، وقبلنا أن يصبح الوطن قدح خمر “………” لكن يا جماعة يطلع واحد يطالب بحقوق المثليين نهاراً جهارا لا صايرة ولا دايرة بس عند “…..” وخل كل واحد يملي الفراغ بطريقته، واتوسل بكل مَن يرى نفسه حراً أن يملأ الفراغ ولا يتركه “فارغاً” ..
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)