المقالات

رئيس وزراء الجهات الأربع

954 2020-02-24

 هادي جلو مرعي

 

لنبتعد عن فكرة الإنشغال بمن هو رئيس وزراء العراق في وقت تحتدم فيه النقاشات حول القضايا الأكثر أهمية التي تعترض طريقه، وعليه أن يلبي إشتراطات بشأنها، ووفقا للتجربة فإنه يدرك تلك الصعوبات، ولديه تصورات عنها وإلا فماقيمة قبوله أن يكون رئيسا لوزراء دولة كأنها سفينة تلطمها الأمواج العاتية في بحر من الظلمات لايكاد المرء أن يميز فيه شيئا، ولابد لمن قرر أن يكون في هذه السفينة، ولايلقي بنفسه منها أن يتحمل الأصوات العالية، والمشاكل التي تبدأ، ولاتكاد تنتهي، وعليه أن يقرر الموقف حتى تنتهي المحنة، أو تنفتح على محن وأقسى.

هناك إستحقاقات لايمكن لرئيس الوزراء تجاوزها، أو غض الطرف عنها، فكل واحدة منها كفيلة بتهشيم زورقه الصغير في خضم العاصفة، وهي إستحقاقات مرتبطة بالتحولات السياسية، والوضع الذي وجد العراقيون أنفسهم فيه، ولابديل لهم عن خوضه لأنه ليس دائما تحت سيطرتهم، فهناك ماهو خارجي مرتبط بقوى نفوذ كبرى لديها الرغبة في أن ترى العراق بلدا تحكمه إستراتيجية لاتخرج عن نهجها، وتكون مصالحها مؤمنة فيه، وأن تحافظ على مستوى النفوذ الذي أتيح لها، وهو ماسيجعل رئيس الوزراء منشغلا على الدوام، وقد يدفع الثمن باهظا.

هناك إستحقاق أول مهم مرتبط بمطالب المتظاهرين الذين خرجوا الى الساحات، ومارسوا أشكالا من الإحتجاج تعجز عن حصرها الإحصائيات، عدا عن الضحايا والجرحى، والمشاكل التي نتجت عن وضع معقد على المستوى الإقتصادي والسياسي والأمني، وتعطل مصالح الناس، وهناك مطالب صعبة، ومنها ممكنة تحتاج جهدا تبدأ من مطلب الإنتخابات المبكرة، ومن ثم محاسبة قتلة المتظاهرين، ولاتنتهي بمحاربة الفساد فهي ق، يقابلها الإستحقاق الثاني والمتعلق بالطيف السياسي الذي يضع العراقيل والإشتراطات في وجه الرئيس للحصول على مكاسب وإمتيازات ومناصب، وجرى الحديث عن أموال ومنافع جمة سرب القليل عنها، وبقي الكثير مما قد يكشف لاحقا.

بقي الإستحقاق الثالث المرتبط بتلبية إشتراطات الموقف السياسي للقوى الشيعية، والحشد الشعبي، والمحور القريب من إيران، وهو محور لديه شرط مهم هو إخراج القوات الأمريكية، عدا عن تصورات وأفكار من الصعب أن يسمح لرئيس الوزراء بالخروج عنها، ومطلوب منه أن يلبيها.

 يبقى الإستحقاق الرابع المتعلق بالمحور الأمريكي وحلفائه في المنطقة الذين٠ يحاصرون إيران، ويستهدفون قادة الحشد، ويريدون إنهاء أي تأثير، أو وجود لإيران، أو علاقة تربط بغداد بطهران لجهة إتخاذ قرارات ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وهو إستحقاق ليس هينا، وعلينا مراقبة سلوك رئيس الوزراء الذي قد نضطر للشفقة عليه.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك