المقالات

الحروب النّاعمة و منظّمات بلا حدود


أشواق مهدي دومان

 

            تلبس الحروب النّاعمة أزياء مختلفة و متجدّدة و متخفّية لاستهداف المرأة في مراحلها العمريّة المختلفة و خطورة هذه الحروب أنّ من رياحها عاطفيّة إنسانيّة ، و هنا الضّحايا من بنات الخامسة عشر من العمر و ما يقارب هذه السّن ؛  ففي ( س ) و ( ص ) ، و...الخ  من الحارات يتمّ تسجيلهن لأخذ دورات تمريض ، و تكون الفرصة متاحة أكثر لبنات الأسر الفقيرة و النّازحة ، و إلى هنا فلا زال الموضوع منطقيا و لكن يبدأ الخطر : حين تقيم تلك البنات المتدرّبات على فنّ التّمريض عند الطّبيبات المدرّبات ،  و اللاتي ( يا حبّة عيني ) يكون أزواجهن مسافرين فيطمئن الأهل لتلك الطبيبات فتكون إقامة بناتهم مرضيّا عنها من كلّ الأطراف ،

 و هنا :

لماذا اختيار الضّحايا من الفقراء ؟

و لماذا تلك السّن بالذّات ؟

و لماذا الاقامة بالأسابيع  عند تلك الطبيبات ؟

 و كيف يصادف أن جميع الطّبيبات أزواجهن مسافرون ، و

 الأغرب : لماذا حين تأتي البنات لزيارة أهاليهن يبقين على أحرّ من الجمر و لا تكاد الشّمس تطلع حتى يشتقن لمدربّاتهن ؟

و هل هذا الاشتياق خالٍ من المخدّرات أم هو حبّ حقيقي من تلميذة لمعلمتها ؟

و لسنا نستبعد أن تُستقطَب تلك الفتيات للدّعارة كما لا نجزم قطعا أن تكون تلك عمليّات إنعاش  للوهّابيّة و مراكز تحفيظ التّكفير  خاصّة و قد كانت بيوت شيوخ إخوانجوهّابيّين مفتوحة في كثير من المحافظات  كمدارس لتعبئة الشّباب ضدّ الزّيديّة و ضدّ الهاشميّين ( خاصّة ) ،  و تعليمهم مناصبة آل البيت العداء ، كما و كان موجودا  فيها تدريبهم على كيفية ذبح الإنسان و التّعلّم في قطط و كلاب  ؟؟؟؟

تساؤلات  كثيرة لازالت تدور و لاشكّ أنّ راعي مثل تلك الأعمال و الإنسانيّات مخطّط جدّا ،

و هنا من المسؤول عن هذا الغثّ من  الفوضى ، و هل يتمّ التّرخيص لكلّ المنظّمات دون تمحيص و تدقيق ؟؟؟

و لماذا لا تتمّ مراقبة كلّ المنظّمات ( حتّى و إن ثبتت براءتها ) و نحن في حالة حرب طاحنة مع عدوّ مستكبر محتل معتدٍ و قضيّتنا هي : أن نكون أو لا نكون ؟

و هل بعد انهزام هذا العدوّ و مرتزقته  في الجبهات سينجحون بالمتسلّقين ليوجعونا في أعراضنا ، و يجعلون أعداءنا من أبنائنا ؟

فإن  كانت الحروب النّاعمة  المبثوثة فضائيّا عبر القنوات قد مسخت معظم القلوب و العقول من البنات و النّساء و الرّجال بالمسلسلات المدبلجة ، و تحت غطاء تعدّد و تنوّع و تبادل الثّقافات ، و الاستهانة بما تبثّه تلك المدبلجات تحت عنوان : ( احنا بنغيّر القناة لو جت لقطة وسخة ) ،

فهل هذه المدبلجات إلّا سموم أخلاقيّة تفتك بالعفّة و الحياء و الحشمة ، و تحلّل الحرام و تحرّم الحلال من تركيّة إلى هنديّة إلى كوريّة  إلى مكسيكيّة إلى حتّى عربيّة محاكية لتلك ، و قد دخلت هذه الحرب بنعومة إلى معظم البيوتات الفاضلة ، و هتكت الشّيئ الكثير من الشّهامة و عفّة النّفس و هي من قنوات فضائيّة ، فكيف بالمنظّمات و هي ليست فضائيّة بل واقعيّة روحا و جسدا بيننا ؟؟؟؟

و ما الضّمانات التي ستمنع مجتمعنا من الانهيار الشّامل  للفضيلة ؟

و ما الضّامن و من الضّامن لهذه الأعمال و من تتبع ؟

و هل لازلنا ساذجين حتى نركن على كائن من كان على بناتنا ؟

 و هل بناتنا من فولاذ لا يخضعن  بكلمة عاطفيّة  أو تعامل بحنان ؟

أيّها الضّمير ..  أيّها الإيمان .. أيّتها الحكمة اليمانيّة : أين أنتِ ِ لتترصّدي كلّ حركة لشياطين الإنس المتلبّسة باسم منظّمات و بلا حدود ؟

أيّها الضّمير : اللّه اللّه في الإخلاص  ، و السّلام .  

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك