المقالات

باتريوت الأسد.. لردع محور المقاومة أم حماية اسرائيل؟!


 محمد باقر العسكري ابو شعيب

 

 

أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وقت سابق امتلاكها صواريخ باليستية متوسطة المدى، وقامت بتجربة بعض منها في قصفها لمقرات لداعش في منطقة دير الزور انطلاقا من مدينة كرمانشاه الإيرانية المحاذية للحدود العراقية.   

منذ ذلك الوقت وما جرى على أثره من تهديد أمريكي بضرب الجمهورية الإسلامية، وقيام الروس بتنفيذ صفقة سلاح أس٣٠٠ مع الإيرانيين، لم يخطو الامريكان تجاه تحصين قواعدهم في العراق بمنظومات الدفاع الجوي.  

الغريب في الأمر ان الامريكان قاموا بقتل القائد قاسم سليماني قبل تحصين قواعدهم بمنطومات الدفاع الجوي، بالرغم من انهم يعلمون بالقدرات الصاروخية الإيرانية الدقيقة!

لعلهم بالفعل لم يكونوا قد استهدفوا سليماني، وانما كان المستهدف هو المهندس كما اشيع حينها، لما للمهندس من مواقف صارمة تجاه الامريكان سيما بعد حادثتي قصف مخازن أسلحة للحشد الشعبي، وقصف مقر للحشد في القائم.  

ثمة تساؤل آخر في البين، لماذا لم يخلي الامريكان قاعدة عين الأسد بالرغم من ادراكهم بعدم تمكنهم من ادخال منظومة الباتريوت الى قواعدهم خلال فترة وجيزة من بعد اغتيال قادة المقاومة، والتي جرى فيها دك القاعدة بالصواريخ الإيرانية.  

 في حال دخلت منظومة الباتريوت الى القواعد الامريكية في العراق، وسواء كان ذلك بقبول من الحكومة العراقية او عدمه، فإنه لن يتغير الشيء الكثير في المعادلة العسكرية والأمنية للصراع الأمريكي – الإيراني الا بإتجاه التصعيد في الصراع، فكلما زاد التعقيد في الصراع زاد معه الإصرار والتحدي الإيراني اضعافا مضاعفة.    

من السهولة بمكان ان يقوم الإيرانيون وعن طريق المجاهدين في العراق، من التشويش على منظومات الباتريوت، من خلال ما تمتلكه ايران من قدرات سيبرانية، بالإضافة الى إمكانية ارسال عشرات الطائرات المسيرة منخفضة التكلفة الى مدى رادارات المنظومة، وبالتالي سوف يتم استنزاف صواريخ الباتريوت سلفاً. 

بالنتيجة سوف تبقى قدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية متفوقة، وحتى الطائرات المسيرة، فالمنظومات تلك ذاتها كانت تحمي المجال الجوي لشركة أرامكو السعودية التي تم استهدافها من قبل الطائرات اليمنية المسيرة! 

ان فزاعة الباتريوت الامريكية باتت بالية، فهي في واقع الامر لا تعدو ثلاثة امور، الأول: هو التصدي لهجمات فصائل المقاومة في العراق، وبالتالي تثبيت وجود القوات الامريكية، والثاني: قد يكون نتاج حسابات خاطئة من قبل ترامب ظناً منه انه يستطيع ردع الهجمات الإيرانية في حال اندلعت الحرب مع ايران! والثالث: هو التصدي للصواريخ الباليستية الإيرانية المتوجهة نحو الكيان الصهيوني.   

في واقع الامر ان الأمور الثلاثة آنفة الذكر هي أسباب دخول الباتريوت، وبالتالي فإن دخول هذه المنظومة سوف يعقد المشهد الأمني في المنطقة، وسوف يدفع باتجاه الحرب الامريكية على ايران، ويزيد في حظوظ اندلاع الحرب العالمية الثالثة، اذ ان العالم ما عاد يحتمل المزيد من التوترات في بقعة صغيرة اجتمعت فيها اعتى جيوش العالم، ووصل فيها الامر الى حد تهديد مصالح الدول العظمى بعضها الآخر!

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك