المقالات

رئيس الوزراء وبازار الوزرات


الدكتور ناظم الربيعي

 

مع قرب تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة محمد توفيق علاوي  تسربت اخبار تناقلتها وكالات الانباء ومواقع التواصل  الاجتماعي  مفادها ان سعر الوزارةالواحدة  وصل الى ثلاثين  مليون دولار وأن بعض الكتل والأحزاب السياسة  تضغط على رئيس الوزراء المكلف لتنصيب وزراء   من كتلهم  وبعكسه فلن تمرر الحكومة الجديدة

 في البرلمان من قبل هذه الكتل والأحزاب وسيتم اسقاطها وهي  في المهد 

ولو عدنا الى بداية تكليف رئيس الوزراء  وما رافقها من تداعيات واختلافات وتدخل قوى دولية واقليمية لاختيار رئيس الوزراء المكلف والتي حصلت نتيجة صفقة سياسية واضحة المعالم جرت بين امريكا وإيران حفاضا على مصالح البلدين في العراق  تم بموجبها اختيار رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي لكن يبدوا ان هذه الصفقة لم ترق لبعض الكتل السياسية والأحزاب الدينية  لانها تتقاطع مع مصالحها وهيمنتها على  القرار السياسي   والاقتصادي وستسحب منها الوزرات والمناصب السيادية التي  كانت  تدر عليها الأموال من خلال  العقود التي تبرمها   والعمولات التي تحصل عليها نتيجة صفقات مشبوهة    من تلك  الوزرات والهيئات المستقلة 

مما جعل  رئيس الوزراء المكلف في حيرة من أمره

ففي اول خطاب له أعطى اكثر من احد عشر وعدا قطعها على نفسه منها عدم الرضوخ لضغوط  الكتل والأحزاب وتشكيل حكومة من المستقلين من اصحاب الكفاءات من التكنوقراط

  من الذين  لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين او نهب المال العام وسرقته

 والواضح للعيان ان رئيس الوزراء المكلف احاط  نفسه بعدد من المستشارين الذين يحاولون ركوب الموجة السابقة بوضع الحقائب  الوزارية في بازار    النخاسة من خلال بيع تلك الحقائب  سواء بعلم رئيس الوزراء او بدون علمه  وكأنها غنيمة  وفرصة لا تعوض لكسب المال الحرام   

محاولين اعادة البلاد الى المربع الأول ناسين  آو متناسين  ان التظاهرات المليونية المستمرة منذ بداية تشرين الأول ولحد الان لازالت صامدة ومستمرة رغم كل الضغوط والإرهاب اللذان  مورسى ضد هذه التظاهرات  ضاربين عرض الحائط  وعود رئيس الوزراء المكلف التي قطعها على نفسه بان تشكيل الحكومة المقبلة  سيكون بعيدا  عن التأثيرات الحزبية والمحاصصة والبيع والشراء  وإذا تعرض لأي ضغط من اي كتلة او حزب سياسي سيقدم استقالته

  أتمنى من كل قلبي ان تكون هذه التسريبات الإعلامية غير صحيحة وان يتم تشكيل الحكومة استنادا لوعود رئيس الوزراء المكلف  بان تكون حكومته من  المستقلين الاكفاء المشهود   لهم بالنزاهة والكفاءة ليصلحوا ما أفسدته  الحكومات السابقة وأن يلبوا مطالب  المتظاهرين ويعيدوا البلاد والعباد الى جادة الحق والصواب وأن يحققوا مطالب الشعب الثائر بالأمان والإعمار والإصلاح والبناء  وان يشعر  المواطن بانه في بلد فيه قانون ونظام وان يعيش فيه   بأمن وسلام وان يكون السلاح المنفلت بيد الدولة حصرا وان تعيد الحكومة المقبلة  هيبة الدولة من جديد بعد ان فقدتها من خلال عدم قدرتها محاسبة بعض  الخارجين على القانون والذين اساءوا للمتظاهرين وللتظاهرات

كما أدعو قادة بعض   الكتل السياسية والأحزاب الدينية أن يبتعدوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة خصوصا في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها البلد وان  يضعوا مصلحة البلاد والعباد فوق مصالحهم   لان في ذلك مرضاة  لله والشعب وهذا ما نتمناه لعراقنا الحبيب  وأن يتعافى من المحاصصة والحزبية المقيتةوان تنتهي عملية بيع وشراء المناصب أتمنى  ان تصل رسالتي هذه لمن يعينهم الأمر لانها رسالة مواطن  محب لبده خالية من اي مصلحة سوى مصلحة العراق والتي تهمنا جميعا  ومن يفكر بمصالحه ومصالح حزبه ولا يفكر بامور العراق والعراقيين فهو غير عراقي بالمرة

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك