صباح مطر
هنا في قم المقدسة عشنا ليلتنا ويومنا بين صيحات التكبير الطوعية، صيحات من أناس يكبرن بأعلى الأصوات .. في محلاتهم في بيوتهم في شوارعهم وأسواقهم وحتى داخل البيوت.
يستقبلون ذكرى انتصار ثورتهم بالتكبيرات العالية ويحتفلون في أماكن محددة وهم يحملون أعلام بلادهم وصور قادتهم وشهدائهم .
عجائزهم، أطفالهم، نسائهم، شيبهم، شبابهم كلهم يحتفلون وتقرأ على وجوههم سيماء الإصرار وفي عيونهم التحدي وكأنهم يقولون لمن أراد بهم السوء إننا سلكنا الطريق الذي أخترناه لأنفسنا فكيدوا كيدكم وناصبوا جهدكم فلن يثنينا كل ما فعلتموه أو ما ستفعلوه عن ممارسة حقنا في الحياة.
إنه شعب عجيب يصنع الجمال، يبني ويعمر وينتج ويقاوم ، شعب يذوب في حب وطنه، يحترم قوانين بلده ويلتزم بكل ما يديم زخم المقاومة والصمود بوجه قوى الشر والرذيلة التي تريد لأرادتهم أن تنكسر ولرايتهم أن تنتكس.
رأيتهم اليوم ووققت إجلالاً لقومٍ علمتهم قيادتهم( إن لم يكن أكلك من فأسك فلم يكن رأيك من رأسك).
لقد أدهشني هذا الشعب المثابر الذي ينثر الحب ويصنع الجمال ويتفانى في خدمة بلده فهو يبني ولا يهدم ويزرع الزهور لتضوع بالعطر ويهتم بنظافة بلده كما يظهر ذلك بكل وضوح في الشوارع والمدن إنه لشيء مذهل أن ترى في وسط الفوضى الأقليمة بلد يتحدى ويقاوم ويبني ويتحد شعباً وحكومة لأجل المواجهة والثبات على الموقف وهنا أيقنت أن هؤلاء هم الممهدون لدولة العدل وفككت لغز الرعب الذي ينتاب الصهاينة لذكرهم مثلما أيقنت أن أمريكا ستخسر الجولة معهم وتمنيت لو أنني من شعب يحترم وجوده مثلهم ويحمل وطنية مثل وطنيتهم ولا أخفيكم أنني تمنيت لو أن لنا قيادةً وحكومة مثل ما هو عندهم لكنا بحالٍ لا يشبه حالنا المزري هذا وبواقع يرتقي ببؤسنا وانحدارنا الذي أصبح لصيق حاضرنا وربما مستقبلنا إن لم تتداركنا الأقدار .
شكراً لهذه الصدفة التي حملتني لأرى هذا البلد على حقيقته بعيداً عن كل حملات التشويه التي صدعت رؤوسنا وكل ما يبثه المغرضون وأعداء الحقيقة من سموم أفكارهم المجانبة للواقع والصدق والمستمدة من حقد قد لا يوجد ما يبرره.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha