الشعارات "المهموسة" في الهوسة.. والتضليل المتعمد!

إشراق علي

 

(من بغداد الى البصرة: لا مدارس.. لا دوام.. حتى يسقط النظام)

28/10 انطلق -كما يُزعم- من بابل هذا الشعار (المشبوه👆) لينتشر الى باقي المحافظات، وباركته كل وكالات الأخبار الأمريكية والسعودية والوكالات المشبوهة! لكن، المشبوه أكثر، أن هذا الشعار تم تحويره بسرعة البرق، ولم يدُم طويلا متداولا في منصات التواصل الإجتماعي.

تم تحويره أو بالأحرى، تمت إعادة صياغته بكلمات "رنانة" وذات دلالة فضفاضة مبهمة لكنه بقي يحتفظ بدلالته "العاطفية" التي "تخترق" النفس لتبدأ "الوسوسة" العاطفية المندفعة والتي "تحجب" الحس السليم، وتشوش على التفكير النقدي.. ليكون الشعار البديل هو:

🔴 (ماكو وطن - ماكو دوام)❗️

هذا من جانب، وفي الجانب المركزي هناك سؤال مهم: من أين أتى هذا الشعار (المشبوه) أو كيف بدأ هذا الشعار ومَن رفعه تحديدا؟

خلال تتبع هذا الشعار على منصة "تويتر" عثرت على (ثلاث فيديوهات) كتب، مَن نشرها، تعليقا "تضخيميا" وواحد منهم اكتفى فقط بوضع الشعار مع هاشتاك (العراق ينتفض).

🔴الفيديوهات على تويتر، روابط في التعليق:

المثير للتساؤل والحيرة معا، أنَّك حين تدخل الى الفيديوهات لا تجد أي ذكرٍ للشعار أعلاه! واللافت للنظر أنَّ فيديو واحد فقط -وتحديدا في نهايته- يظهر الشعار لكن، المفاجأة أن قائل الشعار هو طفلة لا يتجاوز عمرها الأحد عشر عاما! وتحمل لافتتة يطلب منها "المصور" أن تُنزلها لتظهر كاملة أمام الكامرة.. طبعا، وباقي الطالبات يهتفن بنفس الشعار. ثم، يظهر في نهاية الفيديو مسيرة لطالبات "ثانوية" وهنَّ يهتفن بشعارين، وهما:

👈 "لا مدارس لا دوام حتى يسقط النظام"‼️

والشعار الآخر يجعلك تتساءل: هل هذه الفتيات مؤهلات للخوض في غمار رمزية هذا الشعار أو حتى عالم السياسة أو حتى مقدرتهن لصياغة هكذا شعار رنان مفتوح على كل الاحتمالات؟! والشعار هو:

👈 "لا سياسة .. لا أحزاب.. والثورة ثورة طلاب"‼️

طبعا "قائدة الجوقة" عثرت على فيديو من تصويرها -كما يبدو- في اليوتيوب، رابط:https://www.youtube.com/watch?v=wOhP8v4HA7Y

ثم، تحولت للبحث عن الشعار في منصة "اليوتيوب" فوجدت الكثير من الفيديوهات "القصيرة" التي فيها يذكر الشعار وأخرى نفس لعبة العناوين أعلاه، أي نشر فيديو خالٍ من الشعار مع وضع الشعار فقط اسما له!

وهذا فيديو بشعار محور قليلا لمجموعة من طلبة ابتدائية ومتوسطة يرفعون شعار:

👈"لا سياسة.. لا أحزاب.. هذا اعتصام الطلاب"!

رابط: https://www.youtube.com/watch?v=PuhS3TFY1FU

لعبة "العناوين المضلِّلَة والفيديو" فيديو آخر من قناة الفتنة الرافدين، رابط:

https://www.youtube.com/watch?v=ed9aN9_dQHI

فيديوهات لرصد الشعار في يوتيوب:

1- https://www.youtube.com/watch?v=7rjukLHmWgQ

2-https://www.youtube.com/watch?v=tM_eLT_o86s

3-https://www.youtube.com/watch?v=_XwqCF_Cl3M

4- https://www.youtube.com/watch?v=kF0LfKJz1OY

فيديو مهم:

5-https://www.youtube.com/watch?v=iGXENBaWirQ

الخلاصة:

الشعار لم يكن "مصنوع" من أجل طلبة الكليات أو الطبقة الواعية المثقفة نهائيا بل كان مصنوع من أجل أن يهمس في أذن (الأطفال) والمراهقين ليصدعوا به في كل مكان دون وعي أو تنبه لخطره ومغزاه مطلقا.

أما الهدف من استهداف هذه (الشريحة) الفتية من المجتمع التي لا تعرف بعد أي شيء عن السياسة والوطنية إلا ما تناهى لمسامعها بشكل مشوه..الخ فهو:

1- كونهم في مرحلة التعلم فالشعار هدفه ترسيخ النفور العام اللاواعي من التعليم والتعلم.

2- أنه سيكون ذريعة لهم يتحججوا بها في المستقبل للتنصل من الاستمرار في التعلم والذهاب الى المدارس...الخ

3- ترسيخ فكرة مؤداها: طالما أن الوضع السياسي مضطرب، وطالما هناك أحزاب فهذا يستدعي التوقف عن التعليم والتعلم ومواصلة الدراسة لحين استقرار كل شيء! وهو ربط -بالنسبة لهم- خطير جدا، أي ربط الوضع السياسي بالتعليم في أذهانهم.

.........

في الصورة هذه لافتة الطفلة التي يطلب المصور منها إنزالها ليصورها..تحكي الكثير!

هذا ما توصلت له، ومن يرى فيه خطأ فواجبه أن ينبهني ويقومني لأصحح مع خالص الشكر.

،،،،،،،،،،،،،،،،

الناصرية مدينة العشق .. ووتر من قيثارة الألم ..

د. هاتف الركابي

رغم انها بعيدة ، ، الا اني اشعر بقربي منها حد التلاشي معها.. وانا اعشق اندكاكي فيها كما يقول الاديب حمد الله..

الناصرية كانثى غريبة في كل شيء،،

وانا اراها وطن لاحلامي المستباحة..

تنثر عطرها على نوافذ قلبي،،

وانا اموت كل لحظة على ابواب قيثارتها ..

هي من تعيد النبض لامنياتي،،

فيعود الفرح المغادر عن شوارع مدني..

هي لي  وانا املكها دون ان تعلم اشاكسها ،، اغازلها،، ابعثر خصلات شعرها ثم اجمعها فتبتسم،،لتتوقف كل مواكب حزني.. هي اجمل قصائدي ،، 

كلما ألمح صورتها في طرقات الذاكرة..

هم ارادوك ِ ياذي قار وطناً تموت فيه السنابل عطشاً ،، وتكثر التجاعيد على ضفاف الغراف.. هناك في ( سوق الشيوخ ) عندما يتحول الحزن الى وجه سومري يرسم نواح الامهات على ارصفة الايام الغابرة يكون للموت طعم الاحلام المؤجلة ،، وهناك في ( الشطرة  ) عندما تتحدث العيون تتعطل لغة الشعر ويصمت كُتاب القصائد ويصبح للدمع لغةً لايفقه مفرداتها إلا من يعرف أسرار الحب والأمنيات .. وهناك في ( الفهود ) عندما تكون التحية تحية وتتوقف المراسيم لاستقبال الحزن القادم من أعماق الاهوار ،، وهناك في ( النصر ) ستجد ( عزيز ) و الشعراء (  ووائل والشهداء)  ولحن الحزن ل ( أبا شوقي ) يعبر عن أم ٍ مفجوعة بوطنٍ لا ينصف أحزان الفاقدات .. وهناك في ( الرفاعي والقلعة والفجر ) كثيراً ما هطلت أمطار الحزن  وامتزجت مع دموع السماء والسائرين.. 

من اية طينةٍ خلقتكم السماء أيها الذيقاريون!!؟؟..يافقراء الوطن،، ايها السومريون،، المحملون بكل مواجع الحروب والأحزان ،، تجزلون بالعطاء

وانتم تعيشون زمن المجاعة والحرمان..

الناصرية بوصلة الازمنة نحو ميادين الحرية والخلود .. لطالما تحول عطش اهوارك الى انهار يرتوي منها كل الثائرين ..

هناك المدينة التي تناغم فيها التاريخ والجغرافيا بعشق في لوحة جميلة ، من سومر .. ومن القيثارة التي عزفت لحناً ولحناً،، حتى انتجت لنا تلك القامات الجميلة الرائعة ،، هناك في اقاصي الاهوار وبين الماء والطين وحقول القصب الفضية تأتي أسراب الطيور المهاجرة لترسم نقوشاً فنية زاهية بألوانها ،، هناك اوروك وأور ولجش واريدو وزقورة العشق ،، المدينة التي يتفجر الفن والشعر والعلم والادب والفكر والابداع من بين ثناياها فانجبت رجالاً كقمم الجبال .. هناك كان ( عريان ) المتأنق بأحزان الجنوب وقاموس دواوين الشعر والمفردات الغريبة وملح القصائد  ،، هناك ( جبار الغزي ) الذي كان  دمعة مواويل العاشقين عندما يعيشون اغترابهم بين أزقة المدن البعيدة في (غريبة الروح)  ، وهناك كان ( زامل ) الزارع في دروب المنافي ألف وردة ونجمة ، وهناك ( الشهداء )  الذين طووا آخر صفحات أوجاعهم السومرية بين القصب والبردي ..

هناك في جبين الهور ترسم الطيور لوحات الاشتياق وتشاكس العصافير ضفائر النخيل فيتساقط الرطب أغنيات وأمنيات وأحلام ،، هناك الرفض والالم والامل ،، هناك تقرأ كل أوجاع العراق وأنين الأمهات ..

بغياب الناصرية يقتلنا البرد ونحن في فصل الاشتياق ،، وعندما تموت ابتسامة ذي قار فأن الشمس لن تشرق على خارطة أوجاعنا أبداً ،، نحن وهي حكاية حب ومواويل صدق وأناشيد غرام ..

فأحياناً نرسمها حمامةً بيضاء ، تحلق على أغصان الأمل ،، وأحيانًا نرسمها غيمةً صغيرة تمطر ابتسامات وأمنيات .. وكلما تشوهت وجوه المرايا ننثر عليها قليلاً من عطرها فيعود إليها بريقها القديم ..

لقد تعلمت من ذلك الجنوب أن لا ألتفت إلى النعيق الذي يثير الضجيج خلف خطواتي الواثقة لأني اعتدت على الانصات لصوت الطيور التي تملأ سماء امنياتي ،، ومساكين أولئك الذين يتصورون أنهم أفضل من الجميع متناسين أن الانسان بإنسانيته لا بألقابه ومناصبه

غداً سأتأمل تلك الغيوم فأتصورها ستمطر باقات ورود ،، فتتحول الناصرية الى حدائق من الياسمين ، فتجتمع الفراشات عند ابواب المدارس .. غداً سأكون هناك ..

راجعين .. باچر نشد رحالنا ..

راجعين .. وكل شي مر ابالنا..

شوگ اليحب ولهفته .. وحچي اليلوم ولومته..

ـــــــــــــــــــــ