المقالات

الحب في زمن المظاهرات

914 2020-02-09

هادي جلو مرعي

 

التظاهرات والمظاهرات تذهب الى المعنى ذاته، ولا تنفصل عنه، ولكنه ثراء اللغة، وبهجتها المونقة.

فالتظاهرة والمظاهرة هي الخروج الى الشارع، أو مكان عام، ويكون المتظاهرون متفقين على نية واحدة، وهم متعاونون ومتعاضدون بغية تحقيق الهدف المنشود الذي تظاهروا من أجله، وربما كان الترف اللغوي سببا في تعدد المعاني، وتجاوزها حدود التعريف والإصطلاح، الى الفلسفة العالية، والبحث عن معان أخرى.

كان قوم يحكمون العراق منذ العام 1920 أي قبل مائة عام، وإستمروا في ذلك حتى العام 2003 وكان الملك وعائلته من أولئك القوم، وكان رئيس الوزراء والوزراء وكبار الضباط والمسؤولين منهم، وكانت المظاهرات مستمرة بلا إنقطاع حتى إنقلاب تموز 1958، وكان المثقفون والصحفيون وأصحاب المهن والطلاب يخرجون الى الشوارع في أوقات مختلفة، وكانت المواجهات عنيفة، وتكررت الإنقلابات العسكرية، وعمليات القتل والسحل، وسميت ساحات بغداد وجسورها بمسميات خرجت من رحم الأحداث والتظاهرات، فالساحات منها (الشهداء والوثبة والتحرير) ومن الجسور (الأحرار والشهداء والجمهورية) وسواها، وكان كبار الضباط يثورون من حين الى آخر، ويقودون الإنقلابات، ويعدمون بوحشية.

بعد عام 2003 بدأ نظام الحكم يتغير، وصار قوم من الناس هم الأقوى في السلطة، ولكن المواطنين الذين يتظاهرون هم من هولاء القوم، بينما كبار الضباط المتذمرين منهم، وغالب النواب والوزراء منهم، وغالب رجال الدين المتصدرين للمشهد منهم، وفي ظل حكم من سبق لم يكن حال العراق جيدا. فمنذ تأسيس الدولة كانت الإنقلابات والتظاهرات والحروب الداخلية والخارجية والحصارات والمنازعات والدكتاتوريات والفساد هي من طبع حياة العراقيين الذين وجدوا بعد 2003 إنهم ليسوا بأحسن حال في ظل الحكم الجديد. فالفساد والمناكفات والحروب الداخلية والنزاعات مع المحيط العربي والإقليمي والإحتلالات والآرهاب كلها عوامل طبعت المشهد العراقي على مدى 16عاما.

لم تسمح الأوضاع السيئة من بناء مؤسسات تمنع تراجع الدولة، مع تمسك البعض بعقد مقارنة بين هذا الزمن وما سبقه، وبين نظام وآخر دون أن يكون من وراء تلك المقارنة فائدة تذكر.

العراقيون بحاجة الى وطن مختلف لا تبنيه الدكتاتورية، ولا الطائفة، بل جيل إنساني متحفز وواع، ويملك القدرة على الفعل والتاثير وصناعة التغيير

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك