المقالات

خطاب يثبت الإنتصار..


محمد جواد الميالي

 

 

خطاب قادة الخليج أو الدول النامية، لا يمكن أن يقارن مع ما يقوله زعماء الدول العظمى، فهم يتناظرون في المناصب فقط، لكن يختلفون في حجم تأثيرهم العالمي في المنطقة، سواء الأقليمية أو الدولية..

أثبتت إيران خلال أربعين عام، أنها تسير بخطى ثابتة، نحو أن تكون رقماً مهما جداً في معادلة النفوذ إقليميا في الأقل..

رغم أنها بدأت منفردة لا حليف لها، إلا أنها اليوم تعتبر الرأس الأقوى، في معادلة القطب المضاد للتوسع الأمريكي، وهذا ما أثبته زعيمها السيد خامنئي، في خطبة الجمعة التي راقبها أغلب العالم، ليعلم ما هي الرسائل التي يريد إيصالها، للدول المعادية للجمهورية الإسلامية.

علم النفس يحاول دائماً أن يقف على صغائر الأمور وتفاصيلها، ليبين ماهية الأشياء ويبسطها للمستمع، ولمعرفة الرسائل التي أراد إيصالها "الرهبر"، علينا أن نبين أولاً، أن الجمعة الأخيرة تعيد إلى ذاكرتنا الخطبة الأولى قبل أربعين عاما، والتي في حينها كانت تعبر عن مدى تماسك الشعب الإيراني بمختلف مكوناته، حيث أثبتوا أنهم في الأزمات، تربطهم العقيدة الوطنية فقط.

ثاني الامور التي يجب أخذها بالحسبان هي الحدة في نبرة الكلام، والتطرق إلى الشؤون الدولية و الإقليمية للمنطقة، وكأنها رسالة إلى كل رؤساء العالم والشعوب، يثبت بها "القائد" أن إيران اليوم ليست كسابقتها، وعليهم أن يعلموا أنها رقم لا يمكنهم تجاهله مهما فعلوا، وهو سيحدث فارقا مهما جداً في نتائج معادلات المنطقة.

ثالثاً الملاحظات يمكن رؤيتها في بعض الجمل التي كانت موجهة إلى دول أوروبا، التي أرادت أن تغير موقفها تجاه البرنامج النووي في طهران، فكان الرد حاسماً من "الولي" ، فعبر بصورة غير مبالية لهم، بأن إيران قوية بشعبها، ولا يمكن أن تؤثر بها آرائهم الضعيفة، لأنها أستطاعت أن تتجاوز سنين من عقوبات واشنطن، التي ما زادتهم إلا قوة، وهم واهمون لو ظنوا أن إيران يمكن أن تدخلهم في حساباتها..

رابعة الرسائل في الخطبة الثانية، والتي تعتبر أقوى رسالة أراد إيصالها، فقد كانت باللغة العربية الفصحى، وهي تدل على أن أنصار إيران متجذرون في الشرق الأوسط، وأن نفوذ الوجود في المنطقة العربية أصبح لطهران، بعد أن سحبت البساط من واشنطن.. فكان مفادها، أن غالبية العرب متوحدون، ضد الوجود الأمريكي في المنطقة، وحلفاء "القائد خامنئي" يزدادون يوماً بعد يوم..

هذه الرسائل أوصلها قائد الثورة الايرانية، بكل دقة وعناية لكل العالم والشعوب، لذلك عليهم أن يعلموا جيداً أن الحلول العسكرية لن يخرج منها أحد منتصر، ففي الحروب الكل خاسر، خاصة لو كانت ضد طهران، التي أمست قاب قوسين أو أدنى، من دخول بوابة الدول العظمى، لتسجل إسمها من ذهب بينهم..

أمريكا تعي جيداً أنها لم تعد الأقوى بشكل مطلق، وأن الصين وحلفائها يتربصون بها من كل النواحي، لأنها بدأت تتهاوى نحو السقوط، لذلك عليها أن ترضخ لكل المفاوضات التي ستحصل عاجلا او اجلا.، ولكن بشروط الجانب الإيراني، وتغادر لغة العنف والتهديدات، لأن الخطاب يثبت الإنتصار..

ـــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك