المقالات

جمهورية الخوف

1124 2020-01-13

هادي جلو مرعي

 

مع الإضطراب الحاصل في السياسة والمجتمع، وتردي الإقتصاد والفساد، وشيوع ظواهر ثقافية شاذة، وغير مسبوقة، وتنمر الناس على بعضهم، وسعيهم للحصول على المال والجاه والمناصب والسيادة، وتحقيق منجزات مشروعة، وغير مشروعة، وغياب القانون، وتحول الدولة الى إقطاعيات سياسية حزبية ودينية وعشائرية، وتقوي فئات على فئات بفعل الإرهاب الديني، والفكري، وإمتلاك السلاح، والشعور المفرط بالقوة، والتفرد، والفهم، وإدعاء إن الحق مع طرف دون غيره، ووفود عادات وسلوكيات، وثقافات أجنبية بفعل الأنترنت، والقنوات الفضائية، ومواقع التواصل الإجتماعي، والحصول على الأموال والمناصب بطريقة فوضوية حتى صار الحمار أسدا، والأسد بعيرا، والثعلب نمرا، والكلب ذئبا، وتنمر الجميع على الجميع، والجميع ينتقد الجميع، وصار مالوفا أن ينتقد الزاني الزنا، وشارب الخمر الخمر، والسارق السرقة، والفاسد الفساد، والعاهرة تحكي عن الشرف، والمنافق يصلي ويصوم، وهناك من لايحترم تعاليم الرب، ولايقيم فروضه الواجبة، ويدعي إنه يتصرف أفضل من المتدينين، ولكنه نسي إنه لم يحترم رغبة الرب.

جمهورية الخوف ليس من حاكم بعينه، وليس من دين وفكرة بعينها، وإحد بعينه، الخوف صار من الجميع، الضعيف يخاف القوي، والقوي يخاف الأقوى منه، وإذا كنا نطمئن لرجل دين في السابق، صرنا نخاف من بعض رجال الدين لأنهم لاينتقدون، ولايسألون عما يفعلون، وإذا كنا نأمل في التغيير لتحكمنا جماعة دينية، فقد صرنا اليوم نراقب صراع عديد الجماعات، وكلها تدعي إن الله معها وناصرها، بينما المثقف الذي كنا نريد له أن يقود حركة الحياة فقد صار يبحث عن المال والترفع والأنفة، ثم العزلة عن الناس، والنقد غير الواضح، وأنقسم المجتمع على نفسه، وتسبب الإضطراب الفكري والسياسي والديني بحركة نزوح نحو الإلحاد، وعبادة الشيطان، والجرأة في التمرد على كل القيم المحترمة، ورفض تطبيق القانون، وعدم إحترام التقاليد، ومن تظنه يطالب بحقك، صار يخيفك.

جمهورية الخوف والفشل والضياع هي جمهوريتنا التي نحتاجها بلاخوف ولافشل ولاضياع ولامجموعات من المختلين والجشعين والسراق واللصوص والمثقفين الناقمين على المجتمع دون أن يفهموه. مجتمع تسده الطمانينة وتحكمه العدالة ويكون الافراد فيه متساوون في الحقوق والواجبات ولايعلو أحد على أحد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك