المقالات

الصراع.. المستهدف الحقيقي


محمد جواد الميالي

 

الدين لا يعيش على الوجود الإنساني، فهو موجود منذ الأزل، ولا يمكن لأحد تبديله، ومتبني الإلحاد كلهم لم يثبتوا عدم وجوده، وأغلبهم في آخر لحظات حياتهم، أقروا أن الدين ينبض في عقلنا الباطن، فضلاً عن المؤمنين به.

الصراع منذ الأزل بين الديانات لم ينتهي، والنزاع الأكبر أستمر بين اليهود ومناصريها من النصارى، وبين الإسلام الشيعي..

الطرف الأول كان متأكدا ومتخوفا من عقيدة الأثني عشرية، الذي يبشرون بخروج منقذ آخر الزمان، حيث سيثبت دين محمد (عليه واله وصحبه أفضل الصلاة والسلام) ويحكم الأرض، ليملأها قسطاً وعدلا كما ملأت ظلماً وجورا.. هذا ما جعل عقيدة الصهاينة، تحارب أنصار المنتظر في المكان الذي سيخرج منه.

العراق هو البلد المنشود لهذا العبد الصالح، لذلك تجد أن مركز ومصدر التشيع هي بلاد الرافدين، ومكان كل حروب ومعارك الفتن والطائفية هو العراق.. لأنها مركز الدولة القادمة، والباقون فيها من الشيعة هم أتباعه، لذلك تعمل يد إسرائيل (أمريكا)  أن تسوق أفكارها بأنها تحارب الجارة إيران، وأن الحشد والشيعة ليس المستهدفين، وإنما ذريعتها أنهم أتباع لبلاد فارس..

دعموا داعش بالسلاح والأموال، ليقتلوا حشدنا العراقي، وبعد أن تكبدوا الخسائر الفادحة، بفتوى المرجعية وسواعد حشدنا المقدس، بدأوا بقصف مقراتنا علناً، ولكنهم لم يقفوا عند هذا الحد، قاموا بتمويل أجنداتهم في التظاهرات، ليعملوا على تسقيط الحشد وقادته، وعندما نجحوا بزرع هذه الفتنة في قلوب أتباعهم الزنادقة.. عندها أنتهكوا سيادتنا، وأغتالوا قادتنا، وأوقدوا ناراً مشتعلة في قلوبنا على فراقهم..

الحرب التي بدأتها أمريكا قد بانت معالمها، وأصبحت واضحة كسواد الليل، إنها حرب العقيدة، معركة ضد الشيعة، لإنهاء آخر وجود لأتباع المنقذ، لأن صراعهم مع إيران هو مجرد كذبة، وأشاعه لا تنطلي سوى على صغار العقول، من أنحرفت بوصلتهم.. عليهم أن يعيدوا ترتيب الأوراق، ليفهموا جيداً أننا نحن هدف الصراع.

كل ما يطلق على قنوات البعث، ومواقع التواصل الإجتماعي، من أنها معركة بين العم سام والحجي، هي أكذوبة، لأنه لو كان جارتنا النمسا، أو حتى كنا جزيرة نائية لا جارة لنا، لكانت قوى الشر، تتخذ أعذاراً أخرى لتقتل آخر شيعي، وتنهي آخر أنفاس المنتظرين.. لكن مالا يعلموه، أن أتباع علي عليه السلام، يفضلون الموت جهاداً، بل يتسابقون للشهادة، وهذا ما لا تستطيع أمريكا أن تجد حل لتقضي عليه.

شهدائنا يعلمون جيداً، أن حياةٌ ملؤها الجهاد والشجاعة والصبر، لا تليقُ بها إلا هكذا خاتمة، فالأحرار يموتون مرة ويولدون آلاف المرات.. طريقهم يصنع جيلاً لا يحمل سوى جينات الشجاعة وعبادة النور.. فسلامٌ دائم يرتدي مصابيح الأنوار في فضاءات الخلود، إلى كل الشهداء الذي نالوا الشهادة، مطالبين بالحرية، صارخين هيهات منا الذلة، سلامٌ إلى روحي الشهيدين:المهندس وسليماني.. وإن عادوا عدنا.

،،،،،،،،،،،،،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك