المقالات

الايمان والشهادة امتثال لواقع الانتصار الحتمي


عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

 

بعد ان سقطت کل الإستراتیجیات الأمریکیة کأوراق الخریف المحروقة على أرض الارادة العظيمة للشعب الايراني ، وأصبح العالم یتحدث بإعجاب عن ذکائه وحنكته وصلابته في ايصال الرسالة بضرب القواعد الامريكية  ، فيما اثبتت الوقائع عن فشل السياسة الامريكية وايقنها الاذلاء والتابعون من الرجعية العربية .. ففهم الغرب والمغفلون أن السر یكمن فی شیىء لا یقهر ولا یباع ولا یشترى فی سوق النخاسة السیاسیة، ویستحیل هزیمته بالقوة العسکریة حتى لو إجتمعت ضده کل قوى الشر فی الغرب والمنطقة، شیىء إسمه “عقیدة الايمان ” التی تعنی: “على امريكا ان تدرك ، بأن عقیدة اللقطاء و المرتزقة التی تقوم على “المنفعة” خاسرة بأسلوب القتل والتدمير من أجل السلب والنهب والإغتصاب ولايمكن ان تعتمد عليها في ممارساتها مهما تجحدت و تبجحت في سلوكها و سياساتها في المنطقة و لا یمکنها أن تنتصر على عقیدة رجال الله التي تقوم على التضحیة والايمان بالاهداف ..الاية القراَنية (( من المومنین رجال صدقوا ما عاهدوا الله علیه فمنهم من قضی نحبه و منهم من ینتظر و ما بدلوا تبدیلا ))23 احزاب.. وهنا یكمن الفارق الکبیر بین القتال من أجل تحقیق مکاسب غیر مشروعة والقتال دفاعا عن الحق إمتثالا لأمر السماء. أن من یملك الأرض هو من سیحسم الحرب مع الإرهاب.. ومع الخونة والمنافقین الذین یدعمون الإ!

 رهاب.. وأمریکا وقفت عاجزة تتفرج على أفاعیها تنفق فی صحراء العراق وسهول سوریة ، بلا حیاء وبلا کرامة و فقط العمل على مصالحها في سرقت خيرات الشعوب وامتصاص دماء ابنائهم  ، لان كيان مبني على جمع شتات العصابات و الاعراق المخذولة مستندة على المصالح و الاطماع الشخصية والفردية بعيدا عن اي سمة اخلاقية تجمعهم وخلوها عن الروح الانسانية.

ان كل صفحات التاريخ  تؤكد لنا ان امريكا ليست محل ثقة في سياساتها في المنطقة اصلاً او في اي نقطة من العالم ولاتعرف الخير والصلاح للبشرية و تشن الحروب المختلفة، فتارة تسمع دوي مدافعها وهدير غارات طائراتها وترى اشلاء ضحاياها، وإذا ما صمتت مدافعها تشهر سلاح الحصار والتجويع لكن للشعوب دائماً إرادتها وكلمتها وشعاراتها هي الاعلى والاسمى و يجب الاخذ بنظر الاعتبار ما تقدم عليه على العكس مما تدعيه وتكون خطواتها على حساب اهداف و امنيات. المجردة من اية سمة انسانية في فلسفتها و نظرتها الى الحياة على الرغم من انها تدعي العكس دوما. وإن إصرار واشنطن النهم والجشع للحصول على خيرات المنطقة والهيمنة على الشعوب وخاصة المسلمة والاستيلاء على أرضها ونهب خيراتها يوضح زيف ديمقراطيتها.

ان  القيام بعمليات تصفية ضد شخصيات قيادية عراقية أو من بلد شقيق على الأرض العراقية يعد خرقا سافرا للسيادة العراقية واعتداء صارخا على كرامة الوطن والتي قامت بها الولايات المتحدة الامريكية وكل  يوم يتضح بشكل جلي زيف ادعاءاتهم واستهانتهم بسيادة العراق والعملية ادت الى استشهاد ثلة مجاهدة من القيادات والرجال الشجعان ( قاسم سليماني وابو مهدي المنهدس ) بيد عصابات الكفر المجرمة و نالوا وسام الشهادة على أيدي أخس الخلق وبأقذر طرق الغدر، والذين قال عنهم الله في القراَن الكريم "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ " فصلت: 30 و المظلومية الثورية الداعية الى الانتصاف من الظالم لا تعرف الاستسلام، و لا تتجرّع الذُل أبداً، لأنها تعيش روح الاباء والعزة والكرامة ،

ولاشك ان هذه الجريمة البشعة التي ارتكبتْها دولةٌ الإرهاب الأولى في العالم، قد أثبتتْ مرة أخرى أنها ﻻ تتعامل مع العراق كدولة مستقلة، إنما قاعدة عسكرية تنطلق منها لامتهان كرامة شعبه والسيطرة على مقدراته والهيمنة عليه لذا يجب الوقوف ضدها واخراجها وانهاء العمل بالاتفاقية الاستراتيجية الموقعة معها ، وما جرى بعد جريمتي القائم والمطار يؤكد منها محاولة احتلال جديدة وانقلاب دموي على العراق، مما وضع القوى السياسية في العراق على المحك فإما التسليم والخضوع التام لتعبث بمقادير البلد، او وضع البرلمان امام وقفة مشرفة للطلب بالرحيل بموجب قرار شجاع  اتخذه وهذا ما كان بعد ان وضعتْ العراق والمنطقة والعالم أمام منعطف خطير تدفع تداعياتها إلى اﻻنزلاق نحو حرب لا تبقي ولا تذر، وﻻ شك أن عواقبها الوخيمة تتحملها أمريكا والكيان الصهيوني وممالك الشر والإجرام الذين سيدفعون الثمن باهضا وهي سياسة خاسرة

 لاستعراض القوة الامريكية وبلطجتها وترهيب منافسيها وتعكس سياسة المافيا التي تمارسها واستهتار بالقيم التي تدعي بها  وانتهاك  خطير للمفاهيم الاممية والقانون الدولي والتجاوزعلى الخطوط الحمرليس لها اية علاقة بحادث تطويق السفارة الامريكية من قبل الجماهير المنتفضة في الايام الماضية وهي امتداد للعملية العسكرية التي قامت بها من قصف معسكرات ومقرات الحشد الشعبي التابعة للمؤسسة العسكرية  في منطقة القائم، لا بل محاولة لاعادة ترتيب اوراقها السياسية وتقوية نفوذها السياسي في العراق وفي المنطقة، وتعتبر هذه السياسة اذا استمرت بها هي اعلان حالة حرب وتعريض امن وسلامة جماهير العراق والمنطقة الى التهديدات العسكرية.  ولا تبتعد عن سياسة الاغتيال والتصعيد العسكري والارعاب والارهاب لكل من يعارض سياستها فحسب بل ستفرض اجواء الحرب على مجمل المنطقة ولكن الشعوب ثبت عندها حقيقة الصراع بين الحق والباطل وبناء مسار التاريخ هو انتصار الحق على الباطل في النهاية، وأن حقق الباطل انتصارات هنا وهناك، فإنها انتصارات آنية واهية، وليست بانتصارات حقيقية واقعية كما يخبرنا القرآن الكريم حول هذه الحقيقة في آيات كثيرة، تبين أن النصر دوماً في جانب الطرف الذي يدافع عن الحق، وأن الهزيمة في النهاية واقعة في جانب الطرف المدافع عن الباطل. نجد هذا اÙ!

 �معنى في قوله سبحانه( فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون) (الأعراف:118)، وقوله( ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون) الأنفال:8)، وقوله :(وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) (الإسراء:81 .

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد
2020-01-11
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم أيها الشهيد السعيد... رحمك الله وحشرك مع محمد وال محمد صلوات الله عليهم اجمعين حقيقة ما اقول ليس بيني وبينك اي معرفة ولا لقاء نعم اني مجاهد لكن لم ارتقي لمستواك ولا وصلت روحي لما وصلت اليه روحك لا في التجلي ولا في الشهود ولم أخوض في مراتب العشق مثلك وماعرفت الجمال ولم يكن لكلا الجمالين عندي كشف ولا شهود لا في الجمال المطلق ولا في الجمال المقيد غير اني بجمال روحك منطوي... يا جمال الشهادة والشهود كلما رأيت لك رسما (صورة ) او اذكر لك موقف بدون شعور أقف لك إجلال واكرام فعذرا أنسى كل شي حتى الفاتحة واقول لك اذكرني بالدعاء في محراب العشق انت ساجد وفي حضرة القدس يحلو لك السجود اسد الله علي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك