محمد حامد البلداوي
قال تعالى:( يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية وادخلي في عبادي وادخلي جنتي) لكي نودع ارواح الشهداء ونطمئنهم
رغم فقد محور المقاومة اهم قادته بل رأس هرم القيادة العسكرية فيه وهذه حقيقة يجب ان نعترف بها جميعا. ليس فقط للامكانيات العسكرية والخطط التي كانت توضع َمن قبل هؤلاء القادة رحمهم الله. انما من الجانب العاطفي ايضا لما كان يمثله هؤلاء القادة في قلب كل مقاوم فهم كانوا بمثابة الاب والمعلم لدى كل من حمل السلاح ليقاتل الشيطان الاكبر امريكا واسرائيل وحلفائهم نعم انها حقيقة للتاريخ يجب ان يعرفها الجميع ففي اصعب ازمات المعارك حينما كانت بعض المجاميع المجاهدة في الحشد الشعبي والفصائل المقاومة في العراق وسوريا حينما تشتد مواجهتهم مع الاعداء ويأخذ التعب اثره منهم وهذا امر طبيعي فهم بشر ويشعر احدهم بالتعب والجوع والعطش وخيبة امل المساند لكن حينما يكون هنالك صوت شجي حنين من مهندس الانتصارات ابا المجاهدين وهو ينادي على جهاز النداء من مكان قريب او بعيد عبارته المشهورة ( كواكم الله يابويه شمحتاجين ) او (اخوتي وولدي الابطال اني بالطريق جايكم) هنا يصرخ الجميع قد دخل ابونا المعركة وهيهات ان يمسه الضر ونحن احياء وتبدأ صولات الابناء فتحسم المعركة نعم قسما بالله اقولها عن صدق قد كان اب واخ لكل مجاهد..
اما الحاج قاسم سليماني فكان استاذ الخطط وملبي نداء الاستغاثة الفوري حينما يعرف المجاهدين انه في جولة ما قربهم هنا ينقطع الكلام ويحتارون كيف سيخفون عيوبهم وقلة عددهم او تجهيزاتهم ومأونتهم لانها كانت لحظة الحسم بالنسبة لسليماني واكثر مايمكن ان يشغل تفكيره ويؤلم قلبه وهو مستعد ان يقف بنفسه على الساتر او يسلم للمقاتل سلاح المجموعة المرافقة له او ان ينزع قميصه وغترته البسيجة ومعطفه وكل مايملك من اجل ان لايرى مجاهدا يشعر بنقص الامكانيات وكان يفتش عن النقص ليحقق كل اسباب ادامة المعركة من حيث العدد والتجهيزات والطعام ويراقب الجانب النفسي واللوجستي لكل نقطة حرب نعم كان معلم بارع يعرف كيفية اتقان الدرس وايصال المعلومة والوصول الى الهدف ومراعاة احساس المقاتل بانه لايوجد مايعرقل مسيرة الانتصار..
هذه حقيقة اكتبها ودموعي ليس لي سيطرة عليها بعد ثلاثة ايام من الفاجعة الاليمة اليوم وماكان لنا من ذكريات ومواقف مع هؤلاء الابطال في الماضي نعم قد خسرنا المهندس وسليم اني والمجاهدين الذين كانوا معهم لكن ليعلم الجميع بأن ما اسسه هؤلاء الابطال لايمكن ان ينتهي بشهادتهم وانهم امتداد حقيقي لمدرسة التضحية والفداء التي بدأت من كربلاء العزة والشهادة والنصر والايثار وهم نتاج تربية مفجر الثورة الاسلامية و قياداتها الدينية والسياسة والتواضع والشجاعة وكل القييم السامية المرتبطة بالاسلام المحمدي الاصيل.. وان هذه المدرسة التي لم تترك واجباتها الجهادية والتربوية يوما. ولم تتهاون عن اداء تكليفها لحظة واحدة وان الامهات اللواتي ارضعت ابنائها مع حليبها الطاهر حب الدين والتضحية من اجل سلامة وعزة الحق .. والآباء الذين عشقوا جبهات الجهاد وكانوا جنودا اوفياء تحت اصدق القادة واشجعهم.. والرفاق الذين منهم من قضى نحبه شهيدا ومنهم من ينتظرها بلهفة ومابدلوا في نياتهم وصدق ولائهم وطاعتهم لنداء دينهم ومذهبهم ..
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)