وليد كريم
يظن المجرمون دائما ان لغة القتل هي الكفيلة بكسب رهان الحرب للتمسك بسدة الحكم
ومصداق ذلك في عام 61 هجرية بالتحديد
نجد #يزيد ابن معاوية فكر بتلك الطريقة الجنونية في قضية تصفية الحسين ابن علي
فراح بزج الجيش لقتله بصورة غير متكافئة ومن شدة غباء يزيد انه لم يقتله فحسب بل تفنن في كل شبرا من جسده لان فكر وبصيرة يزيد كانت ترى الحسين جسدا وروحا فقط
الروح تصعد للسماء
والجسد يفنى تحت سنابك الخيل
وينتهي كل شيء
الغباء الذي وقع به يزيد انذاك هو ان لم ينظر للحسين بانه فكرا عميق متجذر في قلوب غيره وبمجرد جرح ذلك الفكر ولو بكلمة سيتحول الى ثورة وشعارات تحملها الاجيال على حسب اختلاف نياتها ومصالحها
وما غفل عنه يزيد ايضا بان صاحب الفكر والعقيدة عندما يموت يتجذر وعندما يُقتل يولد
والحسين ولد في عقول وقلوب الالاف في لحظة ازهاق روحه
ومن محاسن الصدف بان يخطأ يزيد الخطأ الاكبر والاهم بحمل عيال الحسين الى بلاطه مما فسح المجال لاحتكاك رجلات البلاط الاموي وعامة الناس مع عائلة الحسين وقضية فكره فضلا عن بلاد الكوفة واهلها وباقي المدن التي مر بها ركب عائلة الحسين
وبذلك بدأ فكر الحسين وثورته وعقيدته تنشأ من هناك وكأن الحسين يولد في قصر يزيد من جديد ومن الملفت للنظر ان اول تظاهرة ثارت ضد يزيد ونددت بفعله في اروقة قصره وبرعاية زوجته الموالية للحسين
والنتيجة معروفة للعيان كيف ان دم الحسين اطاح بحكم يزيد وحكم آل امية بيد العباسيين تحت شعار يالثارات الحسين
#ترامب اليوم يقع بالفخ ويخطا بنفس خطأ يزيد يظن بمقتل "المهندس وسليماني" باعتبارهم قادة الحشد الشعبي بانه سيكسب رهان الحرب ويلتصق بسدة الحكم متغافلا او متناسيا بان هولاء فكر وعقيدة وليس مجرد جسد وروح وايضا بغباء يزيد عندما اثخن الصواريخ عليهم ظنناً منه بأنه سينهي اجسادهما بعد ازهاق روحهما وما علم بان تداخل وتلاصق اجسادهما جعل منهم اعلى شأن ومرتبة حتى عند عقول وقلوب من كان يبغضهم حتى
ومن الملفت للنظر ايضا باننا لو قمنا قبل استشهادهما باجراء استفتاء جماهيري في ساحات التظاهر وبالاسواق سنجد وبسبب الحرب الاعلامية ضدهما بان نسبة 80% ضدهم وتصفهم بالصفوية او الذيول ونجد 20% ممن يقول عنهم قادة ابطال للحشد
ولكن بعدما استشهادهم وجدنا العكس ال 80% هي من تؤيدهم و20% بقيت تكابر بفحوى العزة بالاثم
وبهذا قد ولد هذين القائدين في قلوب وعقول الملايين من الناس
#ولو لم يموتوا بتلك الطريقة المروعة
#ولو لم يكن قتلهما على يدي ترامب
#ولو لم يقتلا وهم غير مسموح لهما بالدفاع عن انفسهم بقوة مماثلة ومتكافئة
لما كان لمقتلهم وقع كهذا مطلقا وهنا يتحدد جوهر خطأ يزيد وخطأ ترامب
ولعل هناك تشابه كبير يحصل اليوم بين القضيتين وهو ان تنصب اول تظاهرة تندد بقتل قادة الحشد امام قصر ترامب ايضا مما جعله ضعيف الرد عليهم كما كان يزيد ضعيف بالرد على قمع التظاهرة التي اقيمت في قصره خوفا على انقلاب الامر ضده،
#واخيرا نقول أستدراجا لما تقدم سرده
1ـ أخطا يزيد بقتل الحسين لانه ظن بانه يفنى
وما حصل هو ان الكوفة والشام وباقي المدن عرفت الحسين عن قرب وعشقته وولد في عقولهم بعدما انكشف زيف الاعلام الاموي عن عيونهم وبصائرهم
2ـ اخطأ ترامب بقتل قادة الحشد لانه ظن بانه سيفنيهم وما حصل هو ان الكوفة وبغداد وكربلاء وكافة مدن العراق والشام وبلاد فارس عرفوا هولاء القادة عن قرب وعشقوهم وولدوا في عقولهم من جديد بعدما انكشف زيف الاعلام الاميركي عن عيونهم وبصائرهم
واخيرا نهاية المقال اقول بأن عهد ترامب وشيكا على الانتهاء وهذا لا محال ولكن كما حذرنا وقلنا بأن يزيد اخطا وترامب اخطا علينا أن لا نخطأ نحن
ونسمح لبني العباس أن يلبسوا السواد ويخرجوا من جديد لطلب الحكم تحت شعارات يالثارات المهندس وسليماني والحشد
علينا ان نمييز هذه المرة من هم بني العباس ونعريهم على حقيقتهم ونكون اكثر وعيا وادراكا للحيلولة دون وصولهم لكرسي العرش من جديد كي لا تصل سيوفهم في رقابنا فيشصبون اجسادنا شصبا حتى يسمى كبيرهم بالشيصباني لكثرة ما يقتل من ابناء جلدته ... والسلام
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)