ظاهر العيد
في حديث لي مع أحد الأصدقاء، إعترضت على استخدام كلمة مثليين لوصف الذين يمارسون الجنس مع نوعهم، وكان فرويد صاحب مدرسة التحليل النفسي يستخدم مصطلح الشذوذ الجنسي ويطلق على الذين يمارسون الجنس مع غير نوعهم (ذكر+ إنثى) بالأسوياء، وقد تم استخدام مصطلح المثلية بدل الشذوذ الجنسي حديثاً في الغرب، واعتبر مصطلح الشذوذ الجنسي غير محايد، لقناعة بعض الأطباء النفسانيين أن هؤلاء غير مرضى وشذوذهم نتيجة لعوامل وراثية، علماً أن الأسباب الوراثية لاتشكل سوى %32 ولكن القرار اتخذ بالتصويت، وأعتقد أن السبب الحقيقي لهذا القرار هو وسائل الضغط التي مارستها جمعيات حقوق الأنسان، وهي نفسها التي دفعت ببعض الدول الغربية إلى الأعتراف بزواج المثليين بشكل قانوني.
وسبب إعتراضي على كلمة المثلية إنها تصلح للأستخدام الأصطلاحي في الغرب ولا تصلح للأستخدام في ثقافتنا العربية، فمثل هؤلاء في الغرب يتبادلون الأدوار بخلاف ما متعارف من سلوك الشواذ في مجتماعاتنا العربية أن أحدهم يمارس دور الذكر والآخر الأنثى.
فلم يعجبه قولي!
قلت له في تراثنا العربي تستخدم كلمة اللواط لمن يمارس دور الذكر ومُخّنث لمن يمارس دور الأنثى، وبين امرأتين يسمى سحاق.
وكذلك اعترض ثانية!
فقلت له (نسميهم جراوه) فضحكنا .. وسألته عن المصطلح المناسب لتوصيف هؤلاء.
فقال لي يُسمّونَ اليوم بمجتمع الميم.
طبعاً هذا المصطلح أخطر من مصطلح المثلية، لأنه من الأساس يدعو إلى تأسيس لوبي إباحي يدعو إلى ممارسة عاداتهم بالعلن بدلاً من ممارستها بالسر، وإذا كانت الغاية في الغرب منه تنظيم أنفسهم والتعبير عن هويتهم، ففي مجتمعنا هو احد وسائل القوة الناعمة ومن خلالها يرد لنا أن نذعن لسياسة أمريكا والصهونية، خصوصا إذا عرفنا أن اسرائيل تسوق نفسها على إنها عاصمة للمثليين وتنفق سنوياً ملايين الدولارات في مسيرة الفخر للمثلية، وحتى إختيار علم قوس قزح كرمز للمثليين له أساس توراتي، فبعد الطوفان ظهر قوس قزح في السماء وهو وعد الله أن لا يهلك جميع الناس والحيوانات ثانية مهما فعلوا.
علما أن المثليين في كل مجتمع يشكلون ما نسبته من %2 إلى %10 تشمل كلا من المتحولين إلى الجنس الآخر والممارسين للجنس مع نوعهم أو يكتفون فقط بشكل من أشكال الحب ويعبرون عن ميلهم الجنسي من خلال ألوان الملابس أو تسريحة الشعر أو المكياج على الوجه، وإذا عرفنا أن نسبة الحزب الشيوعي في الأتحاد السوفيتي سابقاً لم تكن لتصل إلى %10، فعلينا أن ندرك أن لهؤلاء قوة هائلة لا يمكن الأستهانة بها لونظموا أنفسهم وأتاهم دعم خارجي، فضلاً عن رغبتهم الجامحة في الأنتقام بسبب موجة العنف العاتية التي يتعرضون لها، تصل للضرب المبرح والقتل أحياناً من قبل الأهل، وإلى الحرمان من العمل والرعاية الصحية وإطلاق الألقاب والتنمرعليهم من قبل المجتمع، والأخطر من هذا تعرضهم لعمليات قتل منظمة من قبل عصابات وفصائل مسلحة منفلته، عندما كانت تسيطر على الشارع وتنشر الرعب بين الناس، فبحسب تقارير لصحيفة الأوبزرفر البريطانية قدرت عدد قتلى المثليين من عام 2003 إلى عام 2009 بنحو 700 شخص، قتلوا بأبشع الصور، فتارة طعنا بالسكاكين وتارة رميا بالرصاص ومرة بتهشيم الرأس بالطابوق واخرى الذبح وتارة الرمي من اعلى البنايات وغيرها الكثير من الاساليب الدموية، ويسبق كل عمليات القتل هذه تشويه وتعذيب للضحية، وهذه العصابات هي من أطلق عليهم لقب (الجراوي)، وبدأت الماكنة الاعلامية لهذه العصابات تروج لهذه التسمية حتى يعطون للمجتمع جرعات من الاستعداد النفسي لتقبل قتل المثليين بل في بعض الاحيان مباركته، وفي الحقيقة أن هذه التسمية عكست عقلية هذه العصابات وانحطاطها الاخلاقي والقيمي، مما دفع ببعض المثليين إلى الأنتماء إلى القاعد وداعش وكانت تعرض على شاشات التلفزيون الكثير من اعترافات هؤلاء وممارستهم الجنس فيما بينهم وأحياناً في المساجد وأذكر بابرزها أبو تبارك في الموصل، وكنت قد شخصت هذه الحالة من وقتها ولكني لم أكتب عنها في ساعتها لكي لايفهم حديثي أنه تبرير لأفعال القاعدة الأجرامية.
وأعتقد أن الحل يكمن في أن ننظر لهذا الموضوع على إنه مرض يجب علاجه، وعلى الأهل أن يراقبوا أبنائهم فاذا لا حظوا أي إنحراف في ميلهم الجنسي عليهم أن يراجعوا عيادات الطب النفسي بدلاً من استخدام التعذيب الجسدي، والأبحاث تثبت أن قرابة %56 من الذكور %86 من الأناث قد تغيير سلوكهم، علما أن أغلب هؤلاء هم ضحايا لأسباب عدة أهمها، غياب صورة الأب في التربية أثناء نمو الطفل ووجود أم متسلطة، والتحرش الجنسي بالأطفال والاعتداء عليهم، وتنشئة الطفل في مجتمع يرحب بالمثلية داخل دائرة الأسرة.
ونصيحتي لكل عائلة عندما يحدث انحراف جنسي لإبنهم، أن تعمل على احتواء هذا الابن بدلاً من عزله عن الأسرة والمجتمع تماماً، واللجوء إلى العلاج النفسي المتخصص إذا طلب الأمر ذلك، وهو أمر يحتاج إلى الصبر والمثابرة دون غضب أو لوم أحد للآخر.
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)