المقالات

مابين الحشد الشعبي والرئاسات الثلاثة والإعتداء الامريكي الغادر..


د. هاتف الركابي

 

أيها الحشد المقدس : قطرات ندى وأمنيات تسقي عطش أرواحكم التي أنهكتها الأيام والنهارات الملتهبة .. يامن نثرتم كبريائكم وراء قافلة التحدي ..  ليعيد مسار الأمل فوق خدود الأيام.. ويسقي غصون الذكريات ، فتنبت أوراق المراثي والمدامع والأنين.. أنتم الأصلاء بكل وقار ،، الحاملون معكم أحزاننا القديمة وأمنياتنا المعطلة .. الزارعون أغصان الحب في المدن والدروب ..الناثرون أرواحكم ودموعكم بلا إنقطاع .. العراقيون بكل نقاء ،، الجنوبيون حد البكاء ..الفراتيون عزاً وإباء،، الحالمون بوطن بلا حروب ، وبيوت بلا شهداء.. فرغم الحزن الذي يملأ  الأمكنة ، ها هي سنة أخرى قد مرت على انتصاراتكم والقمر لم يكتمل والضوء يبحث عن أريكة ليستريح من عناء الظلام ..

أيها الحشد : أنتم قيامة الحق على الباطل ،، أنتم فخر بغداد التي ماكسرتها الزلازل،، أنتم ايقونة التاريخ وانشودة الثائرين نحو ضفاف الكرامة .. انتم نزيف الخلود الذي يفضح النفاق ويهزم القنابل ليعيد ترتيب نبض الضمير فيغير مساره،، انتم  النخلات العراقيات التي لم تهزها رياح الحزن ،، أنتم ملتقى الاحزان وفقراء وطن البترول،،  أيها المحملون بكل مواجع الظيم والحروب ، تجزلون بالعطاء ،، حسينيون انتم بكل إصرار وفناء.. هاهي الفراشات تقف على دكة الحنين لتنثر دموعها إكليلاً من الضوء على جسد الشهداء منكم..  وعندما يموت الثائرون من الحشد نسمع نشيج الجنوب يمزق نياط التاريخ ويكشف كل اكاذيبه.. لعيونكم تتعطل لغة الشعر ويصمت كُتاب القصائد ويصبح للدمع لغة لا يفقه مفرداتها الا من يعرف اسرار التوابيت التي تحمل جثث الامنيات والشهداء على أزمنة الفجائع المتكررة..

رسالتي الثانية الى الرئاسات الثلاثة ( البرلمان ، الحكومة ، رئاسة الجمهورية) : ستة عشر سنة انقضت والشعب العراقي يكابد المحنة بعد المحنة ويودع الحلم بالتقدم بعد الحلم، والشواهد والمشاهد من الفقراء والمشردين تئن ،، ستة عشر عاماً ونخل العراق يشيب جيلاً بعد جيل ومازال الوطن يغرق بالتمييز والعرق والقومية والطائفية، ستة عشر عاماً وفساد الحاكم وقهر المحكوم وصل الى عنان السماء ..

كما تعلمون عندما غار الجرح وانثلم التراب وازدحمت الخطوب وتلبدت الغيوم ، انبرى الاوفياء من الحشد، و

بعد كل الانتصارات التي حققها الحشد المقدس الا انه  اليوم سليب غريب وحيد بالميدان كوحدة الحسين ، لاناصر له ولا معين الا الله ..

اقول لكم ايتها الرئاسات الثلاثة : استيقضوا ، فقد لاح الفجر وافهموا كيف يسير القدر ، وتيقنوا ان العقيدة لاتُقتلع ولا تموت ، قولوا للامريكان بأنكم واهمون إن حسبتم دخان الحرائق سيعمي أبصارنا ، أوضحوا لإسرائيل بأنكم الوجه الآخر للمشهد ولن تسمحوا بمصادرة الوطن ،، أفهموهم بأنكم ستحاسبون القتلة لحفظ مكانة العراق التي تليق به سالماً منعماً بثرواته وسيادته ومؤسساته الدستورية ..

السادة الرئاسات الثلاثة : لا تكونوا في سكرة السلطة  وتغلقون الأبواب ولاترون الحقيقة ،، إن فات هذا الاعتداء دون محاسبة الأمريكان هذه المره  فسنرجع للموت والركوع والانتظار العاجز،، فأنتظروا جيلا آخر يلعنكم أبد الدهر .. فلولا الحشد لقبعنا في الذل والهوان تحت جرائم داعش ومن حالفها ..

على البرلمان ان يكون على سعة من الافق وبقدر المرحلة وأن يصدر قانون او قرار نيابي تأريخي  لإدانة الولايات المتحدة واسرائيل ومطالبتها أمام المجتمع الدولي ..

سلاماً على رجالات الحشد المحتشدة ، سلاماً على أصواتكم الهادرة وسواعدكم القادرة ..

ــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك