د. حسين القاصد
رحم الله الشاعر الذي قال:
قومي رؤوس كلهم
أرأيت مزرعة البصل
نعم ، ليس كل الرؤوس شامخة ، وهناك رؤوس تسحق مثل ( رأس الشارع) كما هو شائع عند العراقيين .
لكنّ رؤوسا خالدة مازالت تشكل هويتنا كأحرار ، فهل ننسى رأس الحسين العظيم كمصباح لكل طالب حق ؟
ثم ماذا عن رأس العراق الذي يمثل جمجمة العرب ؟
في آخر يوم من هذا العام الذي كان خريفه خريفاً جدا ، ملوناً بدماء الشهداء وعناد الساسة ، وأمزجة الخط الثاني من الجيوش الالكترونية ؛ وأقول : الخط الثاني ، لأن الخط الأول تمتع باجازة ترفيهية مشروطة بالرمي بعيد المدى !!.
مع بدء التظاهرات وهيمنة التوتر على مدن الوسط والجنوب ، يبدو أن ايعازا للاسماء المهيمنة على السوشال ميديا ، صدر من الممول الرئيس بالاختفاء تماما ، وغلق المنشورات التي قد تتعارض مع المواقف المخطط لهم أن يتخذوها ؛ وبحسب هذا التوجيه اختفت منشورات هؤلاء ، لا سيما تلك التي دعموا بها الحشد الشعبي في نصره على الظلام الصحراوي المتمثل بداعش ، ولأن كاتب هذه السطور لم يكن وليس له أن يكون جنديا الكترونيا يعمل بتوجيهات اي سياسي لاتهمه مصلحة البلاد والعباد ، لأني لا أملك صفحة ممولة على نفقة الجهة المستفيدة ، أبقيت على منشوراتي الداعمة لكل قضايا العراق ضد كل أعدائه ، مهما تغيرت الاصطفافات وتغيرت المحاور .
نزل الخط الالكتروني الثاني بكل صبيانيته ليتهم كل من ساند الحشد الشعبي بأنه (ذيل) وعميل ، متناسيا ان الخط الذي سبقه كان يصفق للحشد الشعبي حين كان لا منقذ البلاد سواه ، وأخذ أطيفال الخط الثاني يتهمون كل من نصر الحشد بأنه ذيل وعميل .
أنا ومن معي من ( الذيول) لم نتخل عن مطالب الشعب ولم نقف متفرجين على الدماء التي سالت ؛ لكننا حين نرثي شهيدا أو نمدح سلمية التظاهرات ، أو نطالب باستئناف الدراسة أو توقفها في جميع البلاد لكي لا يضطرب المشهد الدراسي ، نواجه بأننا ذيول وأننا ضد التظاهرات ومع قمع المتظاهرين ! .
وقد حدث أن استشهد أحد المتظاهرين ورثيناه جميعا ، أحرارا ، ومدونين مأجورين ، لكن ماهي الا ساعات حتى اتضح أن الشهيد هو الإعلامي أحمد المهنا ، مصور الاعلام الحربي في الحشد الشعبي ؛ عندها اختفت صوره وكلمات رثائه من صفحات جيوش الخط الثاني أو مدوني الطرف الرابع ، لأن الطرف الثالث صار تهمة مشتركة للطرفين .
اني اسجل موقفي في نهاية هذا العام وأقول : انا ( الذيل) حاليا ، والبطل المناصر لقضايا البلد والمساند لحشده ، لست مستعداً أن أبيع مواقفي ولن اتشرف باجازة في تركيا او شمال العراق مقابل راتب مغرٍ ، ولست مستعدا أن أكون رأساً يباع ويشترى ، لأن اول العفونة تبدأ من الرأس لا من الذيل الذي يظنونه ذيلا وينسون انه اصطحبهم إلى كل الاماكن التي حررها الحشد من سامراء إلى سبايكر إلى بيجي ؛ فإذا كانت صفة الذيل تنتقي عامة الناس الذين لم يصفقوا للرؤوس العفنة وجيوش الساسة وعمال المحافظين السابقين ، الذين تحولوا إلى وطنيين بعد غياب أسيادهم ووزائهم عن المشهد .
في نهاية هذا العام ، أقول : نعم أنا ذيل لجسد رأسه العراق الأشم ، لكن كيف بمن لم يتمكن أن يخلص للعراق ، ولم يجد له مكانا ليسير خلف رأس العراق لا خلف ممولين مشبوهين .
حفظ الله العراق وأهله وكل عام وانتم بألف بخير
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)