المقالات

فائق الشيخ علي رد فعل لا فعل..!


علي فاهم

 

فجأة و بدون مقدمات أو تمهيد تحول النائب فائق الشيخ علي الى رجل المرحلة و القائد الوطني و منقذ العراق المؤمل به أصلاح ما خرب في العراق خلال 100 عام من تاريخ العراق الحديث و تحول الى صنم جديد يضاف الى مجموعة الاصنام اتي تحتويها الذهنية العراقية الممسوخة و المتطرفة في الحب و الكره و العبودية بسرعة الضوء ليتحول النائب فائق دعبول الى ظاهرة غريبة في المنطق العقلائي و لكنه ليس بغريب على النمطية العراقية في خلق الاصنام و تمجيدها ليتحول الى خط أحمر أخر ,و السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه هنا هو مالذي يميز فائق دعبول عن غيره من الساسة العراقيين الأخرين الذين غرقوا في بحيرة الفشل السياسي في قيادة البلد خلال المرحلة السابقة حتى يتبناه الكثير من المتظاهرين بشكل خاص و يطرحوه كممثل لهم و خيارهم الوحيد بعد رفض الاسماء الكثيرة التي طرحت من تحت قبة البرلمان ؟

قبل الاجابة على هذا السؤال لنتذكر المواصفات التي تبناها المتظاهرون لرئيس الوزراء القادم وهي :

1- أن يكون مستقلا و غير منتمي لأي حزب أو تيار و من غير مزدوجي الجنسية .

2 – لم يكن وزير أو بدرجة وزير أو برلماني أو محافظ

3 – أن يكون نزيه و شجاع و لم يؤشر عليه أي قضية فساد

4 – أن يكون شاب و لا يتجاوز عمره ال 55 سنة

لن نحتاج الى جهد كبير لنرى الفارق الشاسع بين شروط ساحات التظاهر و مدى أنطباقها على النائب فائق دعبول و هنا يكون الاستغراب في تخلي المتظاهرين عن شروطهم للمرشح لمنصب رئاسة الوزراء ؟

نعود لسؤالنا السابق الذي يمكن أعادة صياغته بما هي منجزات النائب فائق دعبول بأستثاء البذاءة السياسية التي رشحته ليكون ظاهرة صوتية كما وصفه غالب الشابندر و هذه البذائة التي تميز بها التي هي أقرب الى منطق الشارع بمستواه المنحط و الاستثنائي لا مستواه العادي حتى وصلت بذائته رمي أعراض الناس و أستخدام الألفاظ النابية التي يترفع عنها الانسان السوي البسيط ناهيك عن سياسي و نائب في البرلمان فهو سليط اللسان و هذه الوقاحة هي سبب شهرته و لهذا هو لجأ الى شريحة (العركجية) ليتسول أصواتهم في الانتخابات السابقة لأنه يأس من عامة الناخبين أن ينتخبوه فكان يعرف جيداً أنه بدوره البرلماني ليس له منجز فلم يساهم في أقرار قانون ذو فائدة و لم يكن له موقف أمام قانون سيء بأستثناء موقفه أمام فقرة تقنين دخول الكحول في الموازنة و طالب المستفيدين منها و هم ( العركجية ) بثمن موقفه كما أسلفنا و لم يقم بمحاربة فساد أو محاسبة مسؤول فاسد طيلة عمره النيابي , أذن مالذي جعل منه مرشحاً يأخذ هذه المساحة من الجمهور و خاصة من المتظاهرين الجواب ببساطة أنه كان ذكياً أو قل ماكراً ليطرح نفسه كضد نوعي للحكام (الأسلاميين ) فكان نقيضهم في كل شيء في الظاهر و بما أن التيار هو ضد هؤلاء فأكيد من ينفر منهم يلجأ الى الطرح المقابل أو بالضد منه فكان دعبول هو الشاطيء الذي رست عليه مخلفات حكم هذه الاحزاب طيلة الفترة السابقة رغم أن فائق و كل الاحزاب السياسية بكل متبنياتها الاسلامية و العلمانية واللبرالية و اليسارية  و الوانها الشيعية و السنية و الكردية هم مشتركون في الخراب  و الدمار الذي طال العراق منذ 2003 و الى اليوم , و لهذا كله يكون فائق دعبول ليس فعل له منجز  و أنما هو رد فعل على منجزات الاخرين الفاشلة والذين فشلوا في تحقيق منجز ناجح يحسب لهم و نجحوا في تهديم كل قيم جميلة و مباديء حقة و أهداف سامية كنا نتأملها بعد التغيير كما نجحوا في أن يكون مثل فائق دعبول خياراً لشعب مثل العراق .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك