المقالات

أزمة التأليف.. وخيارات المرحلة


الشيخ ضياء البصري

 

 

يبدو ان امريكا بدأت تحث الخطى لتثبيت حالة من النفوذ المطلق في العراق حيث لم تعد تتقبل استحواذها الجزئي فهو لايحقق تطلعاتها في تحقيق مشاريعها الكبرى في تجسيد مشهد الشرق الاوسط الجديد وصفقة القرن وتحييد نفوذ الخصوم من قبيل روسيا والصين وايران..هي تعلم ان نقطة الشروع التي تصلح لتطبيق مشاريعها التوسعية والتقسيمية هي في العراق تحديدا.

ليس مستغربا ان يتوسل اللاعب الامريكي بتجربة الربيع العربي في سبيل الوصول الى غاياته فهذه التجربة حققت له مكاسب ملحوظه في مصر وخلطت الاوراق في سوريا وليبيا واليوم هو يريد ان يحظى بإحدى (الحسنيين) اما مكاسب كلية ونفوذ مطلق او على الاقل اضعاف الخصوم وخلط الاوراق وديمومة ارباك المشهد العراقي تحجيما لدوره الاقليمي وتحييدا لعناصر القوة فيه المتمثلة بالمرجعية الدينية والحشد الشعبي.

اليوم وبعد ان اتضحت كل عناصر لعبة الشارع لدى الرأي العام العراقي وتكشفت خيوط التلاعب بالعواطف والعقول لازالت امريكا تصر على اللعب بهذه الورقة من خلال عملائها وبمعونة بعض المجاميع المندفعة التي تتبع لاجندة سياسية داخلية معروفة قد خبرها الشارع العراقي في مشاهد احتجاجية سابقة من اجل ان يتضاعف الضغط على اطراف العملية السياسية ويؤثر على خياراتها التي تتوخاها لتصحيح المسار وتنفيذ الاصلاحات اللازمة لان تنفيذ الاصلاحات لايروق لامريكا فهو سيعزز الارادة الوطنية ويؤمم الموارد الاقتصادية من سلطة التبعية والاتفاقات البائسة مع الادارة الامريكية ويحقق انفتاحا على كل الاقطاب العالمية المؤثرة.

من هنا نجد اليوم ضغوطا هائلة تمارسها ادارة الشر الأمريكية على صناع القرار العراقي لتنفرد هي بصياغة التأليف الحكومي على مقاساتها..وهذا يضع القوى الوطنية وجميع اطراف العملية السياسية والنخب والقطاعات الجماهيرية امام مسؤوليات تاريخية جمة تتمثل بايجاد عناصر جوهرية في تحقيق التوازن بين تهدئة الشارع وترويض المنفلتين من جهة وحسم الخيارات الدستورية الحاكمة من جهة ثانية ولايكون ذلك الا بتصعيد حالة المقاومة السياسية ونكران الذات والتحرر من المزايا الفئوية والشخصية لتقديم مصلحة البلد والصالح العام بما يتناسب ومبادئ الشعب وقيمه الدينية والوطنية خدمة لقضاياه المصيرية ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك