المقالات

الأعلام ..والرابح الاكبر  


محمد جواد الميالي

 

لا شك أن المشاركين في العملية السياسية بعد ٢٠٠٣ من الجانب الشيعي، كان لأغلبهم باع طويل في مقارعة النظام الدكتاتوري، لكن  السؤال المهم إن لديهم خبرة في الجانب السياسي.. أم لا ؟!

رغم أنهم إجتمعوا تحت خيمة واحدة في إنتخابات ٢٠٠٥، لكن مكاسب السلطة كمغانم معركة أحد.. فتفرقوا أحزاباً عديدة، وغطائهم الوحيد كان الدين وجهادهم الماضي، فيما بعظهم أفتعل جهاداً حديث، لكي يدخل ضمن عباءة المجهادين، حتى وإن كان على حساب المواطنين العزل.

دهاليز السياسة أثبتت أن بعض ممثلي الشيعة بحثوا عن المغانم، وتحملوا كاهل فشل الحكومة وحدهم.. فقارب الفشل الذي كاد أن يغرق خلال ستة عشر عام، روج له الإعلام على أن ربانه قادة الشيعة فقط، رغم أن الكل كان شريكا في العملية السياسية وبالتفصيل..

أولاً الكرد كانوا يشتركون في كل حكومة ممثلين عن الإقليم فقط، ولا يهمهم حال العراق، حيث صرحت النائب الكردية بما معناه " القادة الكرد يصوتون لرئيس الوزراء وتشكيل الحكومة، بعد الإتفاق على عدة شروط لصالح الإقليم، أهمها ميزانية الإقليم، وأن لا يمس النفط الذي يصدر من مناطق كردستان" وهذا دليل على أن أخوتنا في شمال الوطن، هم شركاء في قارب الفشل الذي غرق.

 قادة القوى السنية من جهة أخرى, هم الذين لعبوا الدور الأكبر في معطيات تجربة الستة عشر عاما، حيث كانوا شركاء في كل شيء، قرارهم كان يدخل حتى في مصالح مدن الشيعة، وأكبر دليل على فشلهم، التظاهرات التي خرجت في عام 2014، وأستغلها الإرهاب الداعشي ليتوغل فيها، ويفتك بثلثي العراق لولا فتوى المرجعية، لكانت أجتاحت العراق أجمع.. بالإضافة إلى أنه رغم تظاهرات أكتوبر الحالية،  نجد أن القوى السنية تحاول تمرير العديد من الصفقات داخل قبة البرلمان، مستغلين الضغط الجماهيري في مناطق بغداد والجنوب، وعذرهم أن مناطقهم لا توجد فيها أي أحتجاجات!؟

سفينة الفساد كان لها ثلاث قادة، هم الكرد، السنة والشيعة، وما خفي من أيادي التدخلات الخارجية كان أعظم.. لكن لماذا الشارع إنقاد خلف فكرة أن الشيعة سبب الخراب؟ وطالبوا بأستقالة عادل عبد المهدي، بينما تناسوا رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية؟ هل أن اللاوعي الجماهيري لدى الشيعة لا يتقبل أن تكون السلطة في أيديهم؟

ما يحدث اليوم هو صنيعة الإعلام.. الحرب الجديدة هي حرب صناعة الرأي العام، التي أستغلتها دول الجوار، حيث صنعوا بودقة إعلامية تحرك فيها الشارع العراقي، بينما فشلت فيها الأحزاب الإسلامية فشلاً ذريعاً، فقد خسرت العديد من الأموال في تمويل التواصل الإجتماعي، لتسقيط بعضها البعض، وتناست أنها كانت يجب أن تصنع عقلاً جمعياً يواكب الحدث، ويثبت أن لهم شركاء في العملية السياسية.

ما يواجه العراق اليوم ليست فقط معركة ضد أذرع المخربين داخل تظاهراتنا السلمية، وإنما المعركة الحقيقية تتمثل في الإعلام، الذي أنتحرت به آخر آمال القوى الشيعية، في أن تحافظ على قواعدها الجماهيرية.

الحل اليوم يكمن في الإسراع في إختيار رئيس الوزراء، وإعداد قانون إنتخابات جديد، لإجراء إنتخابات مبكرة، بعدها على قيادات الشيعة، أن تعلم أن ورقة الإعلام هي الرابحة.. والتي ستمكنهم أن ينتصروا بها ويستعيدوا ثقة جماهيرهم.                                                                               الحرب العسكرية والإقتصادية، لم تعد هي الخيار الاول لمن يريد ان يحقق شيئا مؤثرا وغير مكلف،  وحرب الماكينة الإعلامية وصناعة الرأي هي الخيار الأفضل..فمن يملك الإعلام سيكون هو الرابح الأكبر

ــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك