المقالات

فردي ..ملاحظتين


د.عبد الباقي خلف

 

1-اقسمت على نفسي ان لا ادخل ميدان سياسي او حكومي او اتصدى لترشيح سياسي وكل ما اكتبه هنا منشأه رغبة في تغيير الواقع وحرص على إيصال المعلومة والتجربة للأحبة الشباب المتصدين للمشهد فنحن ننتظر منهم الكثير ولا نريد لهم تكرار الوقوع بفخاخ الفترة الماضية.   

2-رغم انني متأكد ان من يريد ان يسمع لغة التحليل والأرقام قلة وسط هذا الصخب لكنني أرى ضرورة طرح ما ينفع الناس بعيدا عن أساليب الخطاب النارية وأساليب التخوين والتشكيك، وكتبت وسأكتب تباعا عن قراءتي في قانون الانتخابات والإصلاحات الممكنة ما وسعني الجهد والوقت.

 

س / هل الترشيح الفردي (وحده) هو الحل؟ ام هو المشكلة؟

لنتفق على ماهية الحل أولا،   هل نريد  : تفكيك الأحزاب الكبيرة ؟ ام استلام زمام الأمور من قبل المستقلين الجدد؟ ام الاثنين معا ؟

اذا افترضنا متفائلين ان الوجوه المستقلة الجديدة ستحصل على نصف عدد المقاعد الـ (329)  وان شاء الله اكثر ،  هل يمكن ل 150 نائبا مثلا الاتفاق على تسمية رئيس وزراء خلال 15 يوم من الجلسة الأولى للبرلمان وماذا عن القوميات والأديان والجغرافيا هل نحن بمستوى الوعي للعمل خارج تلك القيود حاليا ، مثلا،  في انتخابات مجالس المحافظات 2013 في محافظة كربلاء المقدسة ، عدد المقاعد 27 مقعد ، 14 للأحزاب الكبيرة و 13 للمستقلين الجدد  يعني نصف المقاعد تقريبا ، تأخر اختيار المحافظ كثيرا عن  جميع المحافظات ، وبعد جولات ومحاولات فشل المستقلون في الاتفاق على برنامج وشخصية وصار منصب المحافظ من  نصيب دولة القانون (الأستاذ عقيل الطريحي) . ومرت أربع سنوات ولم يستطع المستقلون تقديم ما وعدوا به ناخبيهم من تغيير.

 

سنستفيد من تجارب الأمم والشعوب التي سبقتنا ونطرح امثلة لإيصال الفكرة:

هل تميل التجارب الديمقراطية الحديثة لاعتماد المرشحين الافراد او القوائم الصغيرة في احداث تغييرات؟

الجواب لا ، والدليل

في تركيا مثلا عمرها الديمقراطي أكثر من 90 سنة لم يستطع حزب العدالة والتنمية الذي ولد بعد سنة 2000 اجراء تعديلات دستورية بتغيير نظام الحكم من برلماني الى رئاسي الا بعد الحصول على اغلبية مريحة في البرلمان في انتخابات 2014 وكان رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من نفس الحزب فتم تمرير التعديل والانتخابات القادمة في تركيا ستكون رئاسية. ونرى كذلك ان كثير من الدول فرضت عتبة انتخابية على القوائم الصغيرة لاستبعادها لأن وجود القوائم الصغيرة يولد حكومات مهزوزة محاصصاتية والامثلة كثيرة عندنا على ضعف المناصب المحاصصاتية ولا اريد الخوض في التفاصيل.

فتركيا مثلا تشترط على أي قائمة ان تحصل على أكثر من 10 % من أصوات الناخبين وألمانيا 5 % ودول أخرى كثيرة حول تلك النسب ومن لا يحصل على العتبة يخرج من اللعبة.  والدول العظمى المستقرة ترى فيها مثلا حزبين كبيرين متنافسين على المشهد كما في أمريكا (الجمهوري ×الديمقراطي) وبريطانيا (المحافظين × العمال).

والحل لمشكلتنا العراقية؟

1-(تنظيم سياسي جديد )  اذا افترضنا انني متشائم بخصوص عدم اجماع الافراد على شخصية رئيس وزراء وبرنامج عمل بعد فوزهم بالانتخابات ، وانهم سيجتمعون على برنامج موحد ورؤية موحدة بعد الفوز بالمقاعد خلال المدة الدستورية ، فهنا أقول وما المانع ان يجتمعوا ويعملوا سويا ويتفقوا على مشروع وبرنامج عمل قبل الدخول للانتخابات لا سيما ان الوقت المتاح سيكون أطول والضغوطات اقل . من يؤمن بالانتخابات عليه العمل بأدواتها وهي التنظيم السياسي. لان الفرد لا يغير واقع بلد والامثلة كثيرة. واحدة من عوامل تقييم المتقدمين على برامج الدكتوراه في الجامعات العريقة مثلا هي (إمكانية الفرد للعمل بروح الفريق)

2-صدقوني أي حركة او مشروع يبنى على الكراهية واقصاء الاخر مصيره الفشل، وبالرغم من كل ما نعانيه بسبب  تسلط وفساد بعض الأحزاب الكبيرة لكن  لا تجعلوا همكم الأول في قانون الانتخاب كيف تقصونهم فقط  لان القانون الانتخابي سيطبق عليكم أيضا ، بل اجعلوا همكم الأول كيف تعملون بروح الفريق الواعي لبناء تنظيم جديد كبير ومنافس  اما محاكمة الفاسدين فهي من اختصاص السلطة القضائية بعد ان يسندها سلطة تنفيذية شريفة تديرونها .

الكلام يطول والامثلة كثيرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك