✍ أحمد الغريفي
بينما تتناقل هذه الأيام وسائل الإعلام صوراً عن خلو وإنسحاب المتظاهرين (السلميين) من ساحات الإعتصام تذكرت ما كنت قد توقعته منذ البداية بأن هذه التظاهرات مصيرها سيكون الفشل الحتمي ولأسباب كثيرة أهمها ..
١/ أن التظاهرات بلا قيادات معروفة يمكن الاطمئنان لها لقيادة مشروع الإصلاح والتغيير .
٢/ إختراقها من قبل البعثيين والجماعات المنحرفة بشكل علني يتباهون به .
٣/ ركوب موجتها من قبل احزاب هي اصلاً متهمة بالفساد لسنين طوال ومطالبة بالتغيير كالتيار المقتدائي خصوصاً وتحالف سائرون عموماً ..
٤/ ان هذه التظاهرات افتتحت مشروعها الثوري بإعلان العداء للحشد الشعبي بل وقتل قادته والتمثيل البشع بجثامينهم كما حصل يوم ٢٥ تشرين الأول ٢٠١٩ عندما قتلوا وعذبوا ومثلوا بجثمان الشهيد القائد وسام العلياوي وهو امر كاد ان يؤدي الى حرب أهلية لولا حكمة وعقلانية قادة الحشد ورموزه .
٥/ عدائية مشروع التظاهرات بشكل منحاز وانتقائي تجاه الجارة ايران دون غيرها واقتصار الهتافات ضدها وحرق قنصلياتها في كربلاء والنجف وعدم الحديث عن اي دولة اخرى غيرها (بما فيها امريكا وتركيا التي تتواجد قواتهما العسكرية بدون موافقة العراق) مما يدل على طبيعة الجهة المسيطرة على سياسة واهداف هذه التظاهرات .
٦/ استخدام أساليب التهديد والوعيد وحتى الاعتداء بالضرب لإرغام كل من يخالف المتظاهرين على تبني مشروعهم وتظاهراتهم كما حصل في ارغام الكوادر التدريسية التربوية والجامعية والى يومنا هذا وصلت حد الضرب والاهانة وهو الامر الذي طالما حذرت منه المرجعية الدينية وأكدت على سلمية التظاهرات وحرية الرأي والرأي المخالف فيها . وهو ما لم يلتزم به المتظاهرين .
٧/ تحوّل التظاهرات إلى ساحة لتصفية الحسابات كما حصل في اغتيال الشهيد القائد وسام العلياوي والشهيد أحمد مهنة وأخيراً الشهيد الشاب هيثم البطاط ذبيح ساحة الوثبة وكذلك الاعتداء على حرمة مرقد السيد الحكيم في النجف الأشرف .
٨/ التظاهرات منذ بدايتها طغى عليها الطابع الطائفي المشبوه كونها تتحرك فقط في المناطق والمحافظات الشيعية . بينما المناطق والمحافظات السنية الكردية بعيدة تماماً عن كل احداث التظاهرات والاضرابات وكأن الفساد فقط لدى السياسيين والمناطق الشيعية !! طبعاً فإن هذا الأمر أفقد التظاهرات بُعدها الوطني وصبغها بصبغة طائفية مقيتة .
هذه الأسباب وغيرها الكثير ارغم المتظاهرين السلميين أصحاب النوايا الاصلاحية الحقيقية والتغيير الصادق الى الانسحاب والابتعاد عن هذه الساحات تنفيذاً لنصيحة المرجعية بتمييز المندسين وطرد المخربين ولكي يسلموا على انفسهم من هذه الجماعات التي بدأت تنكشف حقيقتها وحقيقة وهوية الجهات التي تقف وراءها وطبيعة المشروع المراد تمريره تحت قناع الجوكر الذي يتحكم بمفاصل هذه التظاهرات المليئة بالمندسين والمخربين .
ــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)