أحمد كامل عودة
وماذا بعد ياعراق ألم ترتوي أرضك بالدماء؟ ألم يحن الوقت ليهدأ انين الثكالى ولوع اليتامى؟ ألم يحن الوقت ليعم الأمان في ربوعك الخضراء؟ ألم يحن الوقت ليسدل الستار عن المآسي والويلات التي تمر بشعبك المظلوم؟
كل الشعوب والدول تمر عليها مراحل صعبة وازمات عسيرة لكنها تنتهي فيما بعد لتستقر الأحوال عندها، الا انت ياعراق لايكاد شعبك يتنفس بعد مرحلة تقض المضاجع حتى تبدأ مرحلة جديدة يكون فيها الأسوء اكثر سوادا من قبلها، فبعد سنوات مر فيها العراق من الاقتتالات والانفجارات الدموية والتي حصدت الآلاف من الأبرياء حتى دخوله بصراع دام لأكثر من ثلاث سنوات مع داعش عندما احتل ثلث الأراضي العراقية حتى تحقيق النصر المؤزر على يد أبناء العراق الغيارى الذين هبوا شيبا وشبابا لاستعادة الأراضي وفعلا تحقق ذلك بفضل دماءهم وصبرهم وشجاعتهم وقدمت قرابين آلاف الشهداء ثمنا لتحرير الأراضي، وما ان مضت فترة وجيزة حتى دخل العراق بالعديد من الازمات الاقتصادية بشمولها، جراء الفساد المستشري في اروقة الدولة وعدم وجود حلول ناجعة لتلك الأزمات، جعلت حالة من الغليان الشعبي خصوصا شريحة الشباب التي دأبت على مطالبها في إيجاد فرص التعيين بعد توقفها لسنوات وعدم وجود فرص للعمل في القطاعات الخاصة، وتطورت الحالة شيئا فشيئا بسبب عدم توفر أيسر الحلول لهم بالإضافة إلى عدم وجود الحكمة في استيعاب الشباب المطالبين بأبسط حقوقهم في بلد انعدمت فيه أبسط الخدمات، يقابلها ظهور طبقة مترفة من الذين اتهموا بسرقة المال العام، كل تلك العوامل ادت إلى غليان الشارع والخروج بتظاهرات موحدة تطالب بوضع حد لازمات البلاد في بداية تشرين الأول، سرعان ما تطورت لتكون أكثر اتساعا خصوصاً بعد سقوط العديد من المتظاهرين بين شهيد وجريح، وترتفع معها سقوف المطالب لتطالب بتغيير النظام بأكمله ، وازدادت الأوضاع سخونة بعد التلكؤ الواضح من قبل النظام السياسي في العراق وتنفيذ المطالب، إضافة إلى ازدياد حالات سقوط الشهداء ليصل إلى اكثر من ٣٠٠ شهيد حسب احصاءيات مفوضية حقوق الإنسان، وفشلت جميع الخطط الرامية إلى اخماد التظاهرات والمراهنة على عامل الصبر، لكن يبدو الشباب مصرون هذه المرة على عدم التراجع مهما طالت المدة الزمنية ولاشيء يرجعهم سوى تحقيق ما يبغونه دون تسويف او تأجيل، ويستمر معها نزف الدماء ووصول البلاد إلى مرحلة خطيرة للغاية، تتطلب دخول الحكمة والضمير الحي من الطبقة السياسية والتنازل عن الكراسي التي تكاد تحرق العراق بأهله والاكتفاء بذلك، وبدأ مرحلة جديدة وتطبيق نظام جديد يرضى الجماهير التي هي مصدر القرار في العراق
https://telegram.me/buratha
