المقالات

وماذا بعد؟

1634 2019-12-03

أحمد كامل عودة

 

وماذا بعد ياعراق ألم ترتوي أرضك بالدماء؟ ألم يحن الوقت ليهدأ انين الثكالى ولوع اليتامى؟ ألم يحن الوقت ليعم الأمان في ربوعك الخضراء؟ ألم يحن الوقت ليسدل الستار عن المآسي والويلات التي تمر بشعبك المظلوم؟

كل الشعوب والدول تمر عليها مراحل صعبة وازمات عسيرة لكنها تنتهي فيما بعد لتستقر الأحوال عندها، الا انت ياعراق لايكاد شعبك يتنفس بعد مرحلة تقض المضاجع حتى تبدأ مرحلة جديدة يكون فيها الأسوء اكثر سوادا من قبلها، فبعد سنوات مر فيها العراق من الاقتتالات والانفجارات الدموية والتي حصدت الآلاف من الأبرياء حتى دخوله بصراع دام لأكثر من ثلاث سنوات مع داعش عندما احتل ثلث الأراضي العراقية حتى تحقيق النصر المؤزر على يد أبناء العراق الغيارى الذين هبوا شيبا وشبابا لاستعادة الأراضي وفعلا تحقق ذلك بفضل دماءهم وصبرهم وشجاعتهم وقدمت قرابين آلاف الشهداء ثمنا لتحرير الأراضي، وما ان مضت فترة وجيزة حتى دخل العراق بالعديد من الازمات الاقتصادية بشمولها، جراء الفساد المستشري في اروقة الدولة وعدم وجود حلول ناجعة لتلك الأزمات، جعلت حالة من الغليان الشعبي خصوصا شريحة الشباب التي دأبت على مطالبها في إيجاد فرص التعيين بعد توقفها لسنوات وعدم وجود فرص للعمل في القطاعات الخاصة، وتطورت الحالة شيئا فشيئا بسبب عدم توفر أيسر الحلول لهم بالإضافة إلى عدم وجود الحكمة في استيعاب الشباب المطالبين بأبسط حقوقهم في بلد انعدمت فيه أبسط الخدمات، يقابلها ظهور طبقة مترفة من الذين اتهموا بسرقة المال العام، كل تلك العوامل ادت إلى غليان الشارع والخروج بتظاهرات موحدة تطالب بوضع حد لازمات البلاد في بداية تشرين الأول، سرعان ما تطورت لتكون أكثر اتساعا خصوصاً بعد سقوط العديد من المتظاهرين بين شهيد وجريح، وترتفع معها سقوف المطالب لتطالب بتغيير النظام بأكمله ، وازدادت الأوضاع سخونة بعد التلكؤ الواضح من قبل النظام السياسي في العراق وتنفيذ المطالب، إضافة إلى ازدياد حالات سقوط الشهداء ليصل إلى اكثر من ٣٠٠ شهيد حسب احصاءيات مفوضية حقوق الإنسان، وفشلت جميع الخطط الرامية إلى اخماد التظاهرات والمراهنة على عامل الصبر، لكن يبدو الشباب مصرون هذه المرة على عدم التراجع مهما طالت المدة الزمنية ولاشيء يرجعهم سوى تحقيق ما يبغونه دون تسويف او تأجيل، ويستمر معها نزف الدماء ووصول البلاد إلى مرحلة خطيرة للغاية، تتطلب دخول الحكمة والضمير الحي من الطبقة السياسية والتنازل عن الكراسي التي تكاد تحرق العراق بأهله والاكتفاء بذلك، وبدأ مرحلة جديدة وتطبيق نظام جديد يرضى الجماهير التي هي مصدر القرار في العراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك