عمار ياسر
لا يختلف اثنان أن التحشيد الجماهيري مكلف جدا من حيث الانفاق .
فلوا أخذنا أبسط الانفاق على الإتحشيد هو وسائل النقل وبعض الوجبات الخفيفة واللافتات وغيرها من الاحتياجات البسيطة لمجموعه تكلف مبلغ كبير .
بهذه الحسابات البسيطة تكون مكلفة ولو اضفنا اليها الأموال التي تدفع للمتظاهرين حسب ما يقول شهود عيان واكدته المؤسسات الأمنية وما يصرف على الإعلام من مبالغ كبيرة
أمكن القول أن هذه التظاهرات لا تدل على شعبية القائمين عليها .
ولو قارنت أعدادهم مع ما حصلت عليه الأحزاب الفائزة بالانتخابات بشكل فردي وجماعي لكان هناك فارق كبير لصالح الجمهور الصامت الذي لا يريد أن يخرج خارج سياق القانون ولا يستسيغ أن يعمل ضمن الأجندات المخابراتية أو التنظيمات الفكرية المنحرفة ،
هذه الظاهرة غفل عنها أكثر المتابعون للشأن السياسي العراقي .
واستغلها الذين في نفوسهم حنق على أصحابه وإخوانه
لفواته الغنيمة التي كان يُمني النفس بها أو منصب قد فاته فضلا عن الأعداء ، وقد اجتمع هؤلاء للنيل من الأحزاب المشاركة بالعملية السياسية وكأنهم اكتشفوا أمرا غريبا كان غائبا عنهم .
هذا ليس دفاع عن جهة سياسية وإنما هو واقع الحال ، واذا قيل انه كان هناك تزوير في الانتخابات للتقليل من شأن الاسلامين الفائزين فهذه مغالطة أخرى لأن التزوير لم يكن لصالح الجهات الفائزة من الاسلامين تحديدا بل كان لصالح الجهات التي لا تحسب على محور المقاومة .
وأصحاب الذاكرة القصيرة نسوا أن الحشد الشعبي كان رواده الإسلاميون ولم يكن أي وجود علماني مدني أو شيوعي أو صرخي ويماني .
كلهم من نفس الأحزاب الإسلامية الفائزة الذي صمت جمهورهم في النزول الى الشارع رغم أنهزام البعض منهم مع موجة الإعلام المضاد .
يمكن الذهاب إلى صحة المقولة التي تذهب الى ان الناس مع الأقوى ومطابقة مع ما يحصل .
فمن كان معك في الامس لأن القوة لك تنصل عنك في أول هزة اختبار واصطف مع الخصم باللوم والتقريع وكأنه يتشفى بك .
حتى استطال لسان البعض إلى التجريح .
تبقى الحقيقة أن المجموعة الصامته هو الأقوى وان كثرة الصراخ والشغب لا تدل على الغلبة لأن هناك مقاسات اختبار لمعرفة الصحيح من الخطأ .
ولو قلنا ان المتظاهرين هم يشكلون الجمهور الاغلب في الشعب .
لرد عليهم لو كان الأمر كذلك لو صلوا الى السلطة واكتفوا بالانتخابات ولم تسمع لهم حسيسا ، ولكن جمهورهم ضعيف متوزع على التنظيمات التي ينتمون لها ولم يستطيعوا ان يكسبوا الجولة في الانتخابات ، ولهذا وحدتهم ايادي خفية ومولتهم دول غنية ليصبحوا قوة ويمكن وصفهم مجموع الخاسرين .
https://telegram.me/buratha
