المقالات

أمانة بغداد أحرجت عبد المهدي

1168 2019-10-22

هادي جلو مرعي

 

يفتقد معظم المسؤولين الى الذكاء في الإدارة، والى الحكمة في التدبير.بعضهم يعتقد إن أسلوب عنترة بن شداد هو الأنجع، ولكننا في الحقيقة بحاجة الى أسلوب  شيبوب في التعامل مع عشرات آلاف المواطنين الذين يعملون على بسطيات في الشوارع التجارية وهم لايملكون سوى هذا الأسلوب البدائي للحصول على المال لمواصلة الحياة، وتلبية متطلبات الأسرة.فالمواطن ليس كالوزير والنائب والوكيل والمدير العام وكبار المسؤولين الذين يحصلون على العمولات، ويوقعون على طلبات، ويمضون عقودا ومقاولات تدر عليهم ملايين الدولارات، وحاشا أصحاب المناصب ف 99% منهم طيبون وشرفاء، ولم يحصلوا على أموال ومنافع، وهم يديرون شؤون الدولة على طريقة علي بن أبي طالب، ويعلقون لافتات في مكاتبهم مخطوط عليها وصايا ذلك العلي البليغ والأمين والناصح والعادل في حكمه للرعية.

عندما يحول المسؤول شعبه من رعية الى رعاع لاينجح في حكمهم إطلاقا.وغالب من يزعجهم هذا الكلام يملكون المال والنفوذ بعد أن كانوا يتغنون بالفجل وخبز الشعير، أو كانوا على مستوى من المعيشة في أزمنة سابقة لاتتيح لهم أن يكونوا مليارديرية في هذا الزمان، ومن الصعب أن تقول لمن كان جائعا في عقود مضت: عليك أن تخشى الله فلاتسرق، ولاتستغل منصبك، ولاتوقع العقود برشى كبيرة.

عندما يتم تحظيم آلاف البسطيات، وتدمير محال وأسواق في بغداد غير قانونية، وهي بالفعل غير قانونية فذاك أمر في غاية الخطورة يثبت إن المسؤول معزول عن شعبه، متكبر عليه، لايريد ان يفهم معاناته، وعندما يتقدم (الشفل) ليدمر تلك الأسباب التي تستر آلاف الأسر العراقية في بلد ينهبه المسؤولون السراق فإما إنه فاسد، أو لايقرأ واقع شعبه. فلاتوجد فرص عمل تتيح للناس وللشبان ان يعيشوا بشرف، فليجأون الى البسطيات ليعيلوا اسرهم، ويغطوا تكاليف معاشهم وعلاجهم ومدارسهم، وبقية الخدمات، ثم تخرج دوائر البلدية لتدمر ولتكون الظروف مواتية لإنتفاضة أصحاب البسطيات الموجوعين.

أنا متيقن إن إزالة البسطيات، وتدمير الأسواق الشعبية كانت عاملا محفزا لخروج المواطنين للتظاهر، وإذا لم يخرجوا فإنهم يساندون، وقد يشمتون حين يرون بعض الفوضى لأنهم مدمرون مهمشون.. العراق بحاجة الى مسؤولين من أصحاب العقول، وليس من أصحاب الجيوب.

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك