المقالات

فعلنا العَبرة.... فهل حققنا العِبرة!! من قضية الإمام الحسين عليه السلام

3341 2019-09-10

أحمد كامل عودة

 

وهاهو العام ١٣٨٠ على مرور الحادثة العظيمة في أرض كربلاء، حادثة إنتصار الدم على السيف، حادثة مقتل الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، عندما استدعي من قبل أهل الكوفة يطلبون فيها نصرتهم وتخليصهم من الظلم والجور الذي واجهوه في تلك الفترة ازاء الحكم الأموي، والذي حاول فيه طمس الهوية الإسلامية ونشر الفساد، وإعادة تقاليد وعادات الجاهلية من جديد على الرغم من الفترة الوجيزة بين بداية الرسالة المحمدية وبين تسلم الحكم الأموي لزمام الأمور عنوةً ومكراً بعدما استطاعوا من تثبيت حكمهم وكسب الكثير من المسلمين المرتدين والذين دخلوا الإسلام خوفاً او طمعاً وليس إيماناً منهم وطوعاً.

فلو تمعنا بقراءة الأحداث التي دارت في تلك الأيام نجد فيها الكثير من العِبر والأهداف التي تستفاد منها المجتمعات في كل زمان ومكان، دروس تجعل من الإنسان أن يكون صاحب تجربة حتى وان لم يخضها.

فقد شملت القضية وجمعت العديد من الخصال الإنسانية، ففيها الوفاء والصدق والصبر والايثار والتسامح والشجاعة والزهد والعلو والرفعة... الخ من الخصال، التي وفرت نهجاً متكاملاً للبشرية، ويكون لهم سفينة نجاة من هاويات الدنيا.

فالحسين عليه السلام عِبرة وعَبرة وقدمت فيها العِبرة على العَبرة لما تحتويه تلك الكلمة من معنى في بناء الإنسان، لقد هيآت قضية الإمام الحسين عليه السلام نهجاً متكاملاً للباحثين في قضايا بناء الإنسان، ويعتبر ذلك من أهم القضايا في إصلاح المجتمعات.

كنا سابقاً نتسائل عن سبب منع النظام السابق للتطرق لقضية الإمام الحسين عليه السلام والتعمق فيها، وهذا ما يفعله كل حاكم جائر، وكانوا يضعون القيود ويشددون على جميع الشعائر التي تتطرق إلى قضية الإمام الحسين عليه السلام، وكان الجواب على ذلك هو خوفاً من استنهاض البشرية وتنشيط وعيها، لأن النهضة التي تشعلها القضية الحسينية في صدور محبيه وناصريه يصعب اخمادها.

لكن بعد سقوط النظام الجائر وانفتاح الحريات وممارسة الطقوس الدينية بتمامها، نعود لنتسائل هل بدأت النهضة الحسينية في قلوبنا، هل اصلحنا ذاتنا هل نحن الآن سفراء للقضية الحسينية لباقي الشعوب والاديان والمذاهب الأخرى، هل عكسنا الصورة المشرقة لتلك القضية للانسانية جمعاء، وهل نحن قانعون بما نعمل تجاه قضية الإمام الحسين عليه السلام واهدافها، فالعَبرة هي البكاء والتأسي بالقضية وهذا قد اديناه وعملنا به، فهل حققنا العِبرة من تلك القضية؟ سؤال نطرحه على أنفسنا ونحن فقط من نجيب عليه.

 وقبل ان نجيب يجب أن نعلم ان سفينة الحسين عليه السلام والتي سميت بسفينة النجاة كما في الحديث الشريف (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) لا يركب فيها الا من صلحت نفسه من حب الدنيا وزخارفها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محرز
2022-04-22
مقال جيد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك